قسيم لـ’’سفيركم’’: تصنيف البوليساريو تنظيما ’’إرهابيا’’ مسألة ملحة

عرفت قضية الصحراء المغربية، خلال الآونة الأخيرة، مستجدات وتطورات مهمة، عجلت بإقبار الفكر الانفصالي، ورسخت مغربية الصحراء، باعتراف رسمي من القوى الكبرى والدول الإفريقية، والتي أكدت عبر لسان حكوماتها ورؤسائها، دعم الوحدة الترابية للمملكة، إلا أن هذا الوضع نتج عنه ’’سعار’’ التنظيم الانفصالي “البوليساريو” داخل مخيمات تيندوف.

وشكلت الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة السمارة، وجها من أوجه سعار “البوليساريو“، حيث تحاول الأخيرة بكل السبل، استفزاز المغرب وقصف مدنه الجنوبية، بإرسال مقذوفات إيرانية وجزائرية، تجاه المدنيين العزل، عبر عمليات عشوائية شرق الجدار العازل، في خرق سافر لكل الاتفاقيات الخاصة بوقف النار، في محاولة منها زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

وخلف الحادث خسائر مادية وجسدية، دفعت بعدد من الهيئات الحقوقية المغربية والدولية، إلى إطلاق دعوات لتصنيف ’’البوليساريو’’ تنظيما إرهابيا، له ارتباطات بالتنظيمات الإرهابية بمنطقة الساحل والصحراء، يسعى إلى ضرب استقرار وأمن المنطقة، خاصة بعد إطلاق عدة مشاريع تنموية كبرى بالأقاليم الصحراوية المغربية، وأخرى تربط المغرب بمحيطه الإقليمي والقاري، أبرزها “أنبوب الغاز النيجيري المغربي“.

وأمام هذه المطالب المتواصلة للهيئات الحقوقية والمدنية، لتصنيف ’’البوليساريو’’ ضمن خانة التنظيمات الإرهابية، قال إدريس قسيم، الباحث في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، إن النزعات الإرهابية لجبهة البوليساريو ليست وليدة اليوم. حيث سبق للمغرب أن نبه منذ سنوات إلى الروابط المتنامية بينها وبين الجماعات الإرهابية النشيطة في منطقة الساحل والصحراء”.

وأكد قسيم في تصريحه لموقع ’’سفيركم’’، على أن ’’هناك مصالح مشتركة تجمع بين البوليساريو والجماعات الإرهابية النشيطة في منطقة الساحل والسحراء، تشمل تجارة السلاح والوقود والسلع المهربة”. مشددا على أن ’’زعيم تنظيم الدولة في منطقة الصحراء الكبرى الذي قتل سنة 2021، كان مقاتلا ضمن صفوف جبهة البوليساريو”.

وقال الباحث في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية: ’’أعتقد أن جرأة الجبهة على تبني الانفجار الأخير، في مدينة السمارة المغربية، والذي أودى بحياة شخص مدني وجرح آخرين، بل والتباهي به، يؤكد حتمية وضرورة تصنيفها منظمة إرهابية، في موقف يبرز انحيازا واضحا لخيارات القتل والعنف والدموية التي لا تختلف عن إيديولوجيات الجماعات الإرهابية المتطرفة في شيء”،

وأكد المتحدث ذاته، على أن ’’هذا الموقف لن يؤدي إلا لعرقلة جهود التسوية السياسية والسلمية للنزاع في الصحراء والتي ترعاها الأمم المتحدة”.

وأضاف أن ’’من شأن هكذا خطوة أن تسحب من الجبهة صفة تمثيلها للمغاربة الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، والتي تستجدي بهم المساعدات الإنسانية والدعم المالي”، مبرزا في ذات السياق، أنها “سوف تفقد بموجب هذا التصنيف الغطاء والصفة السياسية، مما سيؤدي بالضرورة إلى كشف المغالطات التي تروجها بخصوص النزاع في الصحراء”.

وشدد قسيم في حديثه لـ’’سفيركم’’، أن ’’إضفاء الطابع الإرهابي على نشاطات الجبهة، مسألة ملحة من شأنها أن تنقلها قسرا من المنطقة الرمادية، وأن تكشف حقيقة انتمائها وتحالفاتها مع الجماعات الإرهابية”.

وختم بالقول: ’’لعل هذا المستوى من التمايز في الاصطفافات الإيديولوجية، سيسهل على المجتمع الدولي وعلى القوة الدولية مواجهة الإرهاب والتطرف، وسيساهم في تحقيق السلم والأمن في المنطقة”.

مقالات ذات صلة

ما هي مواقف رئيس الوزراء الفرنسي الجديد تجاه المغرب؟

الاتحاد الاشتراكي يستقبل البرلمانيين الإشتراكيين الشباب عبر العالم بالرباط

اليوم العالمي للتعاون بين أجهزة الشرطة.. خبير يبرز خلفيات تفوق المغرب في التعاون الأمني مع الدول

تقارير: تبون ينافس نفسه في انتخابات رئاسية لا يُعلق عليها الجزائريون آمالا كبيرة

الملك محمد السادس يبعث برقية إلى الرئيس البرازيلي

رباح: المرحلة المقبلة تحتاج وضع حجر الأساس والتركيز على العنصر البشري

تقرير يتوقع زيادة مرتقبة في الاستثمارات ومبيعات الأسلحة بين المغرب وفرنسا

أخنوش يتباحث مع كبار المسؤولين والفاعلين الاقتصاديين بالصين

مجلس النواب يحتضن أشغال الاجتماع ال 52 للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي

تعليقات( 0 )