“إدمون المالح، مغرد تامغربيت”، هذا هو العنوان الذي اختارته مؤسسة أرشيف المغرب، للاحتفاء بهذه القامة الأدبية، بمناسبة اليوم الوطني للأرشيف، الذي يصادف 30 نونبر الجاري، والذي يتزامن مع ذكرى رحيل إدمون عمران المليح.
وجاء في بلاغ صادر عن المؤسسة، أن هذه المبادرة التي تنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، “تأتي اعتبارا للمكانة المتميزة لهذا النابغة الذي ولد وترعرع في الوسط اليهودي المغربي، وكذا انسجاما مع روح الدستور المغربي الذي يحتفي بتعدد روافد الحضارة المغربية، بما في ذلك الرافد العبري”.
وسيجري خلال هذه التظاهرة، تنظيم ندورة علمية تسلط الضوء على المسار الحافل للمفكر المغربي، من الساعة الثالثة إلى الخامسة، قبل تدشين المعرض اليوم الخميس، على الساعة الخامسة بعد الزوال، برواق أرشيف المغرب.
من هو إدمون عمران المالح؟
هو كاتب وصحافي مغربي، ازداد في 30 مارس 1917 بمدينة أسفي، وتوفي في 15 نونبر 2010 في مدينة الرباط.
ومن شدة ارتباطه بمدينة الصويرة، أوصى بدفن جثمانه فيها، خاصة وأنها المدينة التي نشأ وعاش بها طويلا، وكتب فيها جل أعماله الأدبية، التي تمت ترجمتها إلى مجموعة من اللغات.
مساره المهني
اشتغل إدمون عمران المالح مدرسا لمادة الفلسفة بمدينة الدار البيضاء، وصحافيا في جريدة “ليسبوار”، فكتب بجرأة في مجموعة من المواضيع المجتمعية، وفي سنة 1965 انتقل إلى فرنسا، حيث اشتغل هناك كأستاذ لمادة الفلسفة، وعمل كذلك مع مجموعة من المنابر الإعلامية المرموقة، كصحيفة “لوموند”.
ارتباط قوي بالمغرب
على الرغم من قضائه 35 سنة في فرنسا، إلا أن ارتباطه القوي ببلده لم تضعفه السنوات، بل زادت من تعلقه به إذ قرر في سنة 2000، العودة إليه والاستقرار في مدينة الصويرة، ومواصلة كتاباته الأدبية، ونقل عنه قوله: “أنا مغربي يهودي لا يهودي مغربي، مناضل عربي وطني، أحمل بلدي المغرب أينما ذهبت”.
معارضته لإسرائيل
كان الراحل معروفا بمواقفه الثابتة، حيث كان يدافع بشراسة عن الفلسطينيين، ويرفض الترحيل القسري الذي كانت تقوم به إسرائيل في الستينيات، لتهجير آلاف اليهود المغاربة صوبها، حيث كان يقول في هذا الصدد: “لا أعرف أية دولة اسمها إسرائيل”.
ودافع إدمون بشكل كبير عن القضية الفلسطينية، وساند حقها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وكان قد أصدر بيانا خلق ضجة كبيرة آنذاك، تحدث فيه عن مجزرة جنين في سنة 2004، أطلق عليه عنوان “أنا أتهم”، أدان فيه الوحشية الإسرائيلية.
إدمون عمران الكاتب والمؤلف
استهل عمران المالح مشواره في الكتابة والتأليف سنة 1980، أي حين كان في سن الـ63، وقال في أكثر من مرة أن ولوجه عالم الكتابة كان بالصدفة، فألف بذلك مجموعة من الكتب، من قبيل: المجرى الثابت عام 1980، وأيلان أو ليل الحكي عام 1983، وألف عام بيوم واحد عام 1986، وعودة أبو الحكي عام 1990، وأبو النور عام 1995، وحقيبة سيدي معاشو عام 1998، والمقهى الأزرق: زريريق عام 1998، وكتاب الأم عام 2004.
الجوائز:
وكما أن لكل مجتهد نصيب، توج مسار إدمون عمران المالح، بحصوله على مجموعة من الجوائز، مثل: جائزة الاستحقاق الوطني، التي تعد أرفع جائزة ثقافية وأدبية رسمية تُمنح في المغرب، والتي نالها في سنة 1996 اعترافا بأعماله، كما نال في سنة 2004، وسام الكفاءة تقديرا لإنتاجه الأدبي ولمواقفه الوطنية.
تعليقات( 0 )