احتضن مسرح محمد الخامس بمدينة الرباط، يوم أمس الخميس، العرض الأول لمسرحية “الفيشطة” لفرقة آرتيليلي، وذلك بمشاركة كل من الفنانة مريم الزعيمي، والسعدية لديب، وكمال كاظيمي وفريد الركراكي.
وتميز هذا العرض المسرحي بحضور جماهيري كثيف، ملأ المسرح عن آخره، وتعالت تصفيقات الجمهور معبرة عن إعجابه واستمتاعه بما قدمه الفنانون من فرجة على الخشبة، في جو تخلله ضحك وغناء ورقص، فحق بذلك القول بأنها “فيشطة” مغربية.
وتنهل هذه المسرحية من التراث المغربي، ومن فن العيطة بشكل خاص، كما تمزج بين التمثيل، والرقص والغناء ثم الموسيقى، في قالب مسرحي.
وفي تصريح لموقع “سفيركم”، قالت الممثلة المغربية مريم الزعيمي، إن “العرض الأول كان جميلا جدا، خاصة وأننا لم نكن ننتظر هذا الحضور الكثيف، شكرا لهم، حقيقة شعرنا بتفاعلهم القوي مع المسرحية وأتمنى أن يكون العرض جميلا”.
وأبرزت الزعيمي أن تجربة اشتغالها إلى جانب السعدية لديب، وكمال كاظيمي وفريد الركراكي كانت جميلة وممتعة.
وكشفت أنها تجسد في هذه المسرحية دور “زروالة”، وهي واحدة من نساء القبيلة التي سجن ‘الباشا’ أزواجهن، لأنهم مشهورون بالعيوط الجريئة والقوية، حيث يتغنون بجميع صفاته وأفعاله الدميمة، وتم انتخاب النساء من طرف القبيلة للانتقام من الباشا، للتأكيد على أن حبسه لأزواجهن لن يبقيهن مكتوفات الأيادي، بل سينتقمن وسيحررن رجال قريتهن”.
من جانبه، قال فريد الركراكي الذي يلعب في “الفيشطة” دور الباشا، إن تفاعل الجمهور كان “جميلا جدا لأن العرض شامل ومسرحي، يجمع بين العديد من الألوان الفنية، مثل الموسيقى، والغناء، والتمثيل والرقص”.
وتابع بالقول: “وهذا ما جعله عرضا متميزا، حاولنا التركيز على مجموعة من العناصر التي كان من الممكن أن تنجحه، وهو الأمر الذي لم يكن سهلا”.
وأكد الركراكي على أن “الجانب المهم جدا في العرض هو الاشتغال على العيطة بشكل فني، يعيد إحياء هذا اللون الموسيقي ومنحه قيمته الحقيقية، وتحبيب الجمهور فيه أكثر فأكثر”.
بدوره، أبدى أمين ناسور، مخرج المسرحية، سعادته بالنجاح الذي حققته العرض، وعبر قائلا: “نحن سعداء بهذا النجاح للعرض الأول من مسرحية الفيشطة بمسرح محمد الخامس”، مضيفا أن حضور الجمهور “أثلج صدرنا كثيرا سواء من ناحية الكم أو قيمة من حضروا”.
وأبرز ناسور أن “مسرحية الفيشطة لفرقة آرتيليلي هي مسرحية اشتغلت على فن العيطة بمقاربة جديدة وتنوع فني جديد، وأيضا من أجل خلق فرجة واعية وممتعة تنهل من الثقافة والتراث المغربي الأصيل”.
وعن اختياره لفن العيطة دون غيره من الألوان الموسيقية المغربية الأخرى، قال أمين ناسور، إن هذا الاختيار راجع لكون “الفن متجذر في الثقافة المغربية، فلا يوجد بيت مغربي لا يستمتع بفن العيطة، بالتالي حاولنا أنا نقوم بمقاربة مسرحية لهذا الفن، والحمد لله الجمهور تجاوب مع ما اقترحناه فنيا ونتمنى أن تلقى باقي العروض نفس النجاح والإقبال”.
تعليقات( 0 )