سلط موقع أيرلندي الضوء على معاناة المهاجرين النفسية، حيث أنه غالبا ما يفكر الناس في المهاجرين وطالبي اللجوء، من الناحية الاقتصادية فقط، ويغفلون عن مشاعرهم وحالتهم النفسية.
وجاء في مقال نشره موقع “Irish Times” الأيرلندي، أن أغلب الناس يميلون إلى سماع أو مشاهدة قصص نجاح المهاجرين، عكس من فقدوا أنفسهم وضيعوا استقرارهم وسلامتهم النفسية.
وواصل الموقع أنه يمكن للمهاجرين اليوم، زيارة وطنهم، لكن الكثير منهم خاصة من اللاجئين وطالبي اللجوء، قد لا يعودون أبدا إلى وطن لن يكون آمنا.
وذكر المصدر ذاته، أن تقريرا صادرا عن كلية طب النفس في سنة 2017، يوضح درجة الألم الهائلة التي يعانيها الكثير من المهاجرين، حيث أكد أن العديد من طالبي اللجوء لديهم مستويات أعلى من الاضطرابات النفسية مقارنة بالمواطنين العاديين.
وأضاف التقرير أن هذه الفئة، تعاني من معدلات أعلى لاضطرابات القلق والاكتئاب بالمقارنة مع فئات أخرى من المجتمع، حيث سجل في صفوفهم ما يعادل 10 مرات من مستوى اضطراب ما بعد الصدمة.
وأشار موقع “Irish Times”، إلى أن معظم المهاجرين يواجهون مشكلة العودة إلى ديارهم، لأن أقاربهم يتوقعون منهم إنفاق الأموال عند العودة، ما يجعلهم في موقف صعب يؤثر على نفسيتهم، خاصة إن كانوا لا يملكون أموالا أو مدخرات.
وأوضح الموقع أن “معظم اللاجئين وطالبي اللجوء لم ينجوا من حدث كارثي واحد كبير، ولكن من مجموعة من التجارب السلبية التي مروا منها سواء تلك التي عاشوها في الحروب أو القمع أو الهجرة، وبالنسبة للبعض، لم يكن التعذيب او القمع أسوأ تجربة لهم”.
وأورد الموقع تصريح أحد العاملين مع اللاجئين، الذي تحدث عن التحول الذي تختبره العديد من العائلات المهاجرة، فعلى سبيل المثال، يفترض أن يكون الأب رب العائلة، لكن في حالة الهجرة إلى بلد آخر، وخاصة إن كان الأب لا يتحدث الإنجليزية بشكل جيد أو على الإطلاق، يصبح الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة هم الذين يفسرون العالم لوالديهم، ويشرحون والديهم للعالم.
من جانبه، ذكر تقرير آخر في المملكة المتحدة، أن الضغوط المتعلقة بترك المهاجر لعائلته ومواجهة تحدي بناء نفسه وتأسيس مستقبله في بلد جديد، تعد مصادر أساسية للاكتئاب والقلق.
وأبرز الموقع أن هناك ضغوطا أخرى أكثر قساوة، والتي غالبا ما يواجهها المهاجرون الوافدون على بلدان مثل أيرلندا من أجل العمل، وتتمثل في مطالبة أقاربهم في البلد الأم بإرسال المال وتوقع إرساله، حيث أنه يعتقد دائما أن المهاجر الذي يعمل في بلد آخر يمتلك المال دائما.
وأكد نفس المصدر، أن هذا هو السبب وراء تفضيل العديد من المهاجرين البقاء في بلد الإقامة عوض العودة إلى بلدهم الأصلي، لأنه يتوقع منهم أن ينفقوا الأموال على الجميع في مقابل عدم قدرتهم على الاعتراف بأنهم لا يمتلكون المال.
وخلص المقال إلى أن ما يعمق هذه المعاناة النفسية أكثر فأكثر، هو تصاعد القوى اليمينية وخاصة من الأحزاب المتطرفة المعروفة بكراهيتها الشديدة للمهاجرين.
ففي العديد من الدول التي تتسلق فيها الأحزاب اليمينية سلم السلطة، يشعر المهاجرون بعدم الأمان ويتخذون احتياطات كبيرة لضمان أمنهم وسلامتهم من كل أشكال التمييز والعنف، الذي يمارس ضد الجنسيات والأعراق الأخرى في الدول الغربية، وخاصة في صفوف المسلمين والعرب والأشخاص ذوي البشرة السوداء أو البنية.
تعليقات( 0 )