كشف موقع “فوربس” في دراسة حديثة، أن أغلب الناس يفضلون المحتويات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي ويثقون في نتائجها، بالمقارنة مع تلك التي يقدمها البشر.
وفندت دراسة نشر نتائجها موقع “فوربس”، الدراسات السابقة التي تفيد بأن نتائج الذكاء الاصطناعي لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تحل محل المحتوى المقدم من قبل البشر.
وعمد الباحثون في هذه الدراسة الجديدة، إلى تكليف مجموعة من الباحثين البشريين وتقنية الذكاء الاصطناعي “ChatGPT 4″، بمهمة إنشاء نوعين من المحتوى، يتعلق الأول بتقديم وصف للمنتجات الإعلانية، والثاني بإنشاء محتوى إقناعي لحملات إعلانية.
وبعد تقييم هذه النتائج، عبر الباحثون بشكل واضح وصريح عن تفضيلهم للمحتوى الذي قدمه الذكاء الاصطناعي، عن المحتوى الذي أنتجه الخبراء.
فوربس: الناس يفضلون محتوى الذكاء الاصطناعي
وأبرز موقع فوربس، أن الكشف عن كون المحتوى تمت كتابته من قبل الذكاء الاصطناعي، لم يغير تفضيل القراء له.
وأشارت الدراسة إلى أن المسوقين والقادة بشكل عام، يحتاجون إلى تغيير سلوك العملاء والموظفين وغيرهم، كي يكون مقنعًا وممزوجا بأسلوب بشري فريد، ولكن هذا البحث يظهر أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقوم بذلك بشكل أفضل من البشر ضمن مجموعة ضيقة من القيود.
واستخدم الباحثون توجيها للذكاء الاصطناعي كي يقوم بالمهمة، ويقول التوجيه الأول “مهمتك هي كتابة محتوى مقنع لحملة في أقل من 100 كلمة. هدفك هو أن تقنع الناس بتغيير سلوكهم بعد رؤية محتواك”.
وأوضح الباحثون أن هذا التوجيه يبدو وكأنه نوع من المهام التي يتعامل معها المسوقون يوميًا، وأضافوا توجيها آخر بتفاصيل أكثر، يقول “الرجاء إنشاء محتوى مقنع لعميل (على سبيل المثال، منظمة غير حكومية تقوم بحملة) لإقناع الناس بـأداء الفعل المؤيد من الحملة في أقل من 100 كلمة”.
وحين قدم الذكاء الاصطناعي النتائج، تم عرضها على القراء المشاركين في الدراسة، وتم سؤالهم ما إن كانت هذه النتائج مقنعة، وطلب منهم تقييم مدى اقتناعهم بها من 1 إلى 7، أي من “ليس مُقتنع على الإطلاق” إلى “مقتنع جداً”.
ووجد الباحثون أن تفاعل الأفراد مع المحتوى لم يتغير عند الكشف ما إذا كان مصدره الذكاء الاصطناعي أو البشري، حيث أنه لم يتراجع تقييمهم للذكاء الاصطناعي بعد ذلك، في مقابل زيادة طفيفة بعد إخبار المشاركين أن مصدر المحتوى بشري.
وفي هذه المهمة المحدودة، على الأقل، حقق محتوى الذكاء الاصطناعي نجاحاً سواء كان الأفراد يعلمون أو لا يعلمون أنه أنشئ بواسطته، ولم يلاحظ الخبراء أي مقاومة للذكاء الاصطناعي أو تحيز ضده.
وأوضح “فوربس” أنها لا تحاول أن تقول أن محتوى الذكاء الاصطناعي سيكون أفضل من ما يقوم به البشر، بل تؤكد أن مزج نتائج الذكاء الاصطناعي مع الأسلوب البشري يمكن ان يفضي إلى نتيجة أفضل.
وأورد الموقع تصريح كريس بين، وهو خبير في التسويق الرقمي، الذي أكد على أن “استخدام الذكاء الاصطناعي لن يؤثر سلبًا على تسويقك”، لافتا إلى أن مخاوف خلق الذكاء الاصطناعي لـ”بحر من المحتوى الزائف” مبالغ فيها.
وتوضح الدراسة أنه يجب أن يظل إبداع الحملات الإعلانية وصياغة الشعارات معتمدا بشكل أساسي على الكتَّاب البشريين، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مساعدًا في إنتاج المحتوى الروتيني بفاعلية.
وخلصت إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التسويق، لن يضر بالكتَّاب البشريين، بل سيساعدهم في إنتاج محتوى أفضل بشكل أسرع.
تعليقات( 0 )