كشفت معطيات صادرة عن مديرية الأرصاد الجوية، عن انخفاض درجات الحرارة بعدد من أقاليم المملكة، خاصة بالمرتفعات الجبلية، خلال الأيام القليلة الأخيرة، مما يعيد إلى الواجهة ساكنة الجبال التي تواجه البرد القارس بالكثير من الآمال والآلام، خاصة في تلك المناطق المتضررة من زلزال الحوز.
هذه المعاناة تترجمها النداءات المتكررة، على منصات التواصل الاجتماعي، لأطفال وشيوخ، تناقلتها وسائل إعلام وطنية ودولية، أكدها محمد الديش، المنسق الوطني للإئتلاف المدني من أجل الجبل، الذي قال إن ’’ساكنة الجبال لا تعاني فقط من برودة الأجواء، وإنما من الحقوق والخدمات الأساسية”.
وأبرز الديش في تصريحه لـ’’سفيركم’’، أن ’’الاهتمام الذي يسلط على المناطق الجبلية في مثل هذا الوقت من السنة، غير كاف، يزول بمجرد زوال الأحوال الجوية الباردة، مضيفا أن ’’المعاناة الحالية للساكنة، تخص بالأساس الأقاليم المتضررة من زلزال الأطلس”.
ولفت إلى أن ’’العديد من الأسر التي تعيش في الخيام، تعاني في صمت، بسبب عدم ملاءمتها للظروف المناخية، وغياب ملاجئ مؤقتة للوقاية من الثلوج والأمطار الغزيرة التي تعيش على وقعها المنطقة”، مشددا على ضرورة ’’ توفير الإمكانيات الضرورية، في انتظار إعادة الإعمار الذي سيأخذ وقتا أطول”.
وأشار المنسق الوطني للإئتلاف المدني من أجل الجبل، إلى أنه ’’تم تنبيه السلطات العمومية والحكومات المتعاقبة في أكثر من مناسبة، من أجل الاهتمام بساكنة المناطق الجبلية، وضمان ولوجها للحقوق كسائر المواطنين المغاربة الذين يعيشون في السهل والحواضر”.
وأكد الديش، على أن ’’دخل الساكنة، يتأثر بشكل كبير في هذا التوقيت من السنة، بسبب تقلص المساحات المزروعة، وصعوبة الولوج إلى مناطق العمل”، مضيفا أن ’’هذا النشاط مرتبط بالأساس بالأنشطة الفلاحية، والرعي وهي قطاعات محدودة الانتاجية والمردود”.
وأبرز في ذات السياق، أن ’’التلاميذ بدورهم يتأثرون بشكل كبير بسبب سوء الأحوال الجوية، نظرا لصعوبة التضاريس، وبعد المدارس والمؤسسات التعليمية، مما يؤدي إلى هدر مدرسي وزمني كبير، بالرغم مما تبذله الدولة والحكومات من مجهودات للرفع من مردودية القطاع”.
وقال الديش، إنه ’’لا يجب أن يكون هذا الاهتمام بهذه المناطق لحظيا، وفصل الشتاء يستلزم عناية خاصة وإجراءات استثنائية خارج برنامج الرعاية المحدود في أثره ووسائله، من خلال توفير العلاجات الأولية، وتقديم خدمات للنساء الحوامل، وتوفير الأغذية والمؤونة ودعم الكسابة ومصادر الدخل”.
تعليقات( 0 )