تفتح عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى رئاسة المشهد السياسي الأمريكي أبواباً جديدة أمام المغرب لتعزيز مكاسبه الدبلوماسية، خصوصاً في ملف الصحراء المغربية.
فقد كان ترامب أول رئيس أمريكي يعترف بسيادة المغرب على الصحراء في خطوة تاريخية جاءت في دجنبر 2020. هذا الاعتراف شكّل نقطة تحول في الدعم الأمريكي، مما ساعد المغرب على تعزيز موقفه أمام المجتمع الدولي.
اليوم، ومع عودة الرئيس الأمريكي السابق (2016-2021) إلى الحكم، ترى صحيفة ABC الإسبانية في مقال تحليلي أن الفرصة تتجدد أمام المغرب لاستثمار هذا الزخم واستقطاب دعم إضافي من حلفاء واشنطن، مما يعزز موقفه الإقليمي.
في المقابل، تشير الصحيفة الإسبانية إلى أن عودة ترامب قد تثير قلقاً أوروبياً، خاصة في إسبانيا، التي تجد نفسها في موقف معقد بين دعم الولايات المتحدة للمغرب من جهة، والحفاظ على علاقاتها مع الجزائر من جهة أخرى.
وأوردت الصحيفة أن تقريراً صادراً عن وزارة الدفاع الإسبانية أشار إلى أن العلاقات الأمريكية المغربية شهدت تعزيزاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تراجع الدور الإسباني في المنطقة. وأوضحت أن هذا التحول قد يضع إسبانيا أمام تحديات متزايدة في إدارة علاقاتها مع المغرب، خصوصاً في ظل القضايا الشائكة مثل الهجرة والخلافات حول الحدود البحرية.
كما ذكرت الصحيفة أن المغرب قد يستغل هذه التطورات لإعادة التأكيد على مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لقضية الصحراء، وهو المقترح الذي حظي بدعم الولايات المتحدة في تغريدة شهيرة لترامب. وأشارت إلى أن هذا الدعم الأمريكي دفع دولاً أوروبية، مثل إسبانيا وفرنسا، إلى تغيير مواقفها لصالح المغرب.
ومع ذلك، تستطرد الصحيفة بأن هناك مخاوف أوروبية من أن يلجأ المغرب إلى استخدام ملفات حساسة، مثل الهجرة، كوسيلة ضغط لتحقيق مكاسب إضافية.
على صعيد آخر، سلط المقال الضوء على العلاقات العسكرية بين المغرب والولايات المتحدة، مؤكداً أنها شهدت تطوراً ملحوظاً خلال فترة حكم ترامب، مع توقيع خارطة طريق دفاعية تمتد حتى عام 2030. واستفاد المغرب من هذه الشراكة لتعزيز قدراته الدفاعية في مواجهة التحديات الإقليمية، لا سيما مع الجزائر.
وترى الصحيفة أن عودة ترامب قد تعني استمرار هذه الشراكة وتوسيعها، مما يزيد من نفوذ المغرب في المنطقة ويضع إسبانيا وأوروبا أمام واقع جديد.
وفي سياق متصل، توقعت الصحيفة أن تجد إسبانيا نفسها أمام معضلة معقدة، حيث قد تُجبر على اتخاذ مواقف أكثر وضوحاً لدعم المغرب، خاصة إذا أعاد ترامب طرح مبادرات مثل افتتاح قنصلية أمريكية في الداخلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوترات المتصاعدة بين المغرب والجزائر قد تحمل تداعيات مباشرة على إسبانيا، سواء في ملف الغاز أو الهجرة، مما يعزز الحاجة إلى سياسات أوروبية أكثر وضوحاً للتعامل مع هذه التحولات.
تعليقات( 0 )