“From”.. مسلسل رعب وغموض أربك المغاربة

استطاع مسلسل “فروم From” الشهير، لمخرجه جاك بندر، أن يستأثر باهتمام المغاربة بفضل حبكته الغامضة وإيقاعه المرعب، وأن يربك المشاهدين من جميع بقاع العالم، ولا سيما المغاربة، الذين وجدوا أنفسهم أمام قصة غريبة ومشوقة غير قادرين على فك شفراتها بعد.

وتصور قصة مسلسل “From” رحلة نحو البقاء، في بلدة نائية تقع في ولاية ميشيغان الأمريكية، تستدرج الناس إليها، وكل من اقترب منها يجد نفسه عالقا في حلقة جميع طرقاتها تؤدي إلى وجهة واحدة وهي “القرية”، وكل من دخل إليها يبقى عالقا هناك إلى الأبد، وليس معلوما ما إن كانت القرية تختار من تحتجزهم أم أن الأمر يتم بشكل عشوائي، لكن الأكيد أن من دخلها غير مسموح له بالخروج.

 

الملصق الترويجي للجزء الثالث من مسلسل "From"

الملصق الترويجي للجزء الثالث من مسلسل “From”

والأكثر رعبا من غرابة هذه القرية، هي أجواء الرعب التي تسيطر عليها ليلا، حيث تخرج كائنات متعطشة للدماء من الغابة، تتخذ شكل البشر وعلى محياها ابتسامة مرعبة، تحوم حول منازل القرية وتقف بجانب الأبواب والنوافذ داعية من في الداخل إلى فتحها، وبمجرد الاستجابة لها تنقض على الشخص بوحشية وتتحول إلى مخلوقات بوجه مخيف وأسنان حادة.

ويعيش الأشخاص المحاصرون في هذه القرية في رعب حقيقي، ففي الليل هم في سباق أبدي للبقاء على قيد الحياة أمام وحشية وخبث الكائنات، أما في النهار فتنتظرهم تحديات حقيقية مثل نقص الغذاء، وتدهور الحالة النفسية للسكان، وانتشار الشك وتغير سلوكهم تجاه بعضهم البعض، ما يجعل هذا الصراع مأساويا.

ونجح مسلسل “From” الذي تبث حلقات موسمه الثالث في هذه الفترة، في شد انتباه المشاهدين المغاربة بفضل مزجه بين الرعب والإثارة، حيث تتداخل في حبكته عناصر العنف والتشويق التي تجعل المتفرج في حالة من الترقب المستمر.

وأربك هذا المسلسل مشاهديه، الذين على الرغم من متابعتهم لحلقات هذا العمل منذ موسمه الأول وإلى الموسم الثالث الذي عرضت حلقته السادسة الأسبوع الماضي، فمع كل مشهد يزداد الغموض حول لغز هذه القرية، وما يزيد الطين بلة أن كل حلقة تحمل رموزا وإشارات غير مفهومة، ما يجعل كل مشاهد يؤولها حسب فهمه الخاص للقرية، ليكون بذلك المتفرج متدخلا أيضا في القصة، وليس مجرد مشاهد.

وبما أن التاويلات تختلف حسب اختلاف فهم كل مشاهد لقصة المسلسل، ما كان من المغاربة إلا أن يخلقوا مجموعات فايسبوكية أطلقوا عليها “مسلسل From” ينشرون فيها نظريات حول قصة المسلسل، فمنهم من يقول أنه مجرد تجربة نفسية يخضع لها المشاركون وتجعلهم يتخيلون أنفسهم في قرية مرعبة، ومنهم من ذهب إلى اعتبار البلدة مكانا روحيا يجعل كل واحد يواجه مخاوفه وذنوبه، بينما قال آخرون أن السر يكمن في كلمات جنيريك المسلسل “Que Sera, Sera”، فيما عمد مستخدمون آخرون إلى شرح الرموز والإشارات التي تتضمنها كل حلقة على حدة.

 

 

وتجدر الإشارة إلى أن المسلسل يضم ثلة من الممثلين، من قبيل: هارولد بيرينو، وكاتالينا ساندينو مورينو، وإيون بيلي، وهانا تشيرامي، وسيمون ويبستر، وريكي هي، وكلوي فان لاندسكوت، وكورتون مور، وبيغه غافوري، ودايفيد ألباي، وإليزابيث سوندرز، وإليزابيث مووي، وأفيري كونراد وغيرهم.

وتجدر الإشارة إلى أن المسلسل من إنتاج كل من شركة “Epix Studios” و”MGM International Television” Productions، ويشارك جون غريفين في الإنتاج التنفيذي إلى جانب جاك بيندر وجيف بينكنر، اللذين سبق لهما العمل على مسلسل Lost الشهير.

تعليقات( 0 )