عرف العالم العربي خلال العقدين الأخيرين ما اصطلح عليه “الربيع العربي” ابتداء من انطلاق شرارتها أواخر العام 2010 وتأججت ثم انتشرت في بدايات 2011، والذي شهد احتجاجات وثورات ببلدان عربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
هذه الثورات التي بصمت تاريخ الشعوب العربية خاصة ساهمت في الإطاحة برؤساء عرفوا بشكل حكمهم الديكتاتوري الذي سمح لهم بالتشبث بالكراسي سنوات طويلة، فثارت عليهم الشعوب في موجة عضب نتج عنها الإطاحة بعدد منهم وتنحي آخرين وحتى قتل بعض منهم.
زين العابدين بن علي:
ومن أبرز الأسماء الذين أطاحت بهم الثورات الشعبية كان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، الذي حكم تونس منذ 1987 بعد الانقلاب على ديكتاتور آخر هو الحبيب بورقيبة.
وعرف بدكتاتوريته كما اتهم بالفساد واستغلال النفوذ، واستمر في الحكم إلى أن تسبب إشعال الشاب التونسي محمد البوعزيزي حريقا في نفسه بمدينة سيدي بوزيد 17 دجنبر 2010 في إشعال ما سميت بثورة الياسمين.
وفي 14 يناير 2011، هرب بنعلي من تونس متوجها إلى فرنسا التي رفضت استقباله خشية احتجاج التونسيين هناك، ثم توجه إلى السعودية التي استقبلته إلى حين وفاته في 19 شتنبر 2019.
حسني مبارك:
إسم آخر اضطر للتنحي هو محمد حسني مبارك، الذي تولى الحكم رئيسا لمصر منذ العام 1981، بعد اغتيال محمد أنور السادات، ليتم في كل مرة إعادة انتخابه رئيسا أو التجديد له بشكل غير ديمقراطي.
وبسبب الأوضاع المعيشية الصعبة للشعب المصري، اندلعت ثورة في البلاد يوم 25 يناير 2011، لمدة 18 يوما، ليعلن مبارك بعدها التخلي عن الحكم.
وتمت محاكمته بعد أشهر من الثورة بتهمة قتل المتظاهرين، وحكم عليه بالمؤبد في بادئ الأمر، قبل أن يحصل على البراءة عام 2017 بعد انقلاب 2013 الذي تولى على إثره عبد الفتاح السيسي حكم مصر، قبل أن يعلن في فبراير من العام 2020 وفاة مبارك.
معمر القذافي:
حكم “العقيد” ليبيا منذ انقلابه على إدريس السنوسي ملك المملكة الليبية عام 1969 وأعلن قيام جمهورية ليبيا العربية الإشتراكية.
عرف القذافي بمواقفه المعادية للدول الغربية كالولايات المتحدة الأمريكية وانضمامه للحلف السوفياتي؛ طالت فترة حكمه لنحو 40 سنة عرفت نهج أسلوب دكتاتوري وكبتا للحريات، وهو الضغط الذي ولد ثورة فبراير 2011، التي طالبت برحيل نظام معمر القذافي وأولاده.
وبعد تعنته وانتشار رقعة الاحتجاجات والمواجهات المسلحة بين كتائب القذافي والمحتجين، حاول الهروب من مسقط رأسه مدينة سرت، لكنه لم يتوفق في ذلك فتم القبض عليه من قبل الثوار وقتلوه في 20 أكتوبر 2011.
علي عبد الله صالح:
بعد 33 عاما من حكمه اليمن تنحى عبد الله صالح عن الحكم، حيث ثار الشعب الذي استغل التوترات الموجودة حينها على الصعيد العربي مطالبين بإسقاط النظام.
وفي 3 يونيو 2011 أصيب صالح إصابات بالغة في محاولة لاغتياله لينقل للعلاج بالسعودية، وبعد عودته لليمن نقل السلطة في اتفاق رعته السعودية إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، قبل أن يقتل في 4 دجنبر 2017 بعد اشتباكات بين الحوثيين وموالين له.
عمر البشير:
عسكري سوداني تولى الحكم بعد الانقلاب على الرئيس الصادق المهدي في 30 يونيو 1989، استمر حكمه 30 عاما.
وبسبب الوضع الاقتصادي الذي تدهور بالبلاد اندلعت احتجاجات في 19 دجنبر 2018، احتجاجات غمرت البلاد، وفي 11 أبريل 2019 أعلن المجلس العسكري عزل البشير وتسليم الرئاسة لعبد الفتاح البرهان.
بشار الأسد:
وهو آخر رئيس بلاد عربية تتم الإطاحة به، حيث حكم سوريا منذ سنة 2000 بعد وفاة والده.
ونهج في حكمه أسلوب القمع والاعتقالات السياسية، ليتأثر الشعب السوري باندلاع الثورات العربية، ونظم احتجاجات مطالبين بالتغيير بداية من مارس في مدينة درعا غربي البلاد، وكان رد الأسد بالرصاص الحي واعتقالات في صفوف المتظاهرين والمعارضين
وبعد 14 عاما من الحرب السورية التي دمرت البلاد بالكامل، تدخلت فيها أطرافا خارجية، تم إسقاط نظام عائلة الأسد في عملية سميت بـ”ردع العدوان” انطلقت في 27 نونبر 2024، وبعد 12 يوما تم الإعلان عن إسقاط نظام الأسد، فغادر البلاد في تجاه روسيا.