تحولت قصة هجرة المغربي أحمد اليونسي من المغرب نحو إسبانيا، إلى عرض مسرحي، اختار له المسرحي المغربي عنوان “14.4”، وقدمه على خشبة مسرح بيرخيدوم، بمدينة بونفيرادا الإسبانية، لتقاسم تفاصيل رحلته من أزقة مدينة طنجة إلى شوارع البلد الإيبيري.
وأوضح موقع “Bierzo TV“، أن الممثل المغربي محمد اليونسي، البالغ من العمر 35 سنة، ارتأى أن يقدم في مسرحية “14.4”، شهادة حية حول تجربة هجرته من المغرب إلى إسبانيا، التي طبعها الأمل والألم.
وأضاف المصدر ذاته أن عنوان المسرحية يحمل دلالة رمزية، إذ يشير إلى المسافة الفاصلة بين السواحل المغربية ونظيرتها الإسبانية، مبرزا أن هذه المسافة التي يمكن أن يقطعها الأوروبي في ساعة واحدة، تمثل عقبة كبيرة أمام المهاجرين غير النظاميين.
وذكر الموقع أن أحمد اليونسي كان قد هرب من منزله في سن التاسعة، بسبب العنف الأسري، فوجد نفسه في شوارع مدينة طنجة، يواجه الجوع والخوف والأحلام المجهضة.
وواصل قائلا إن أحمد كان يراوده حلم الهجرة إلى الضفة الأخرى، التي كان يراها بمثابة “أرض الأحلام”، وتمكن بالفعل من العبور مختبئا داخل شاحنة، وهناك حيث عاش فصلا آخر من التحديات والمعاناة، وكذا الفرص التي غيرت حياته.
ولفت إلى أن فكرة عرض هذه المسرحية، كانت تراود أحمد قبل 15 سنة، أي منذ سنة 2009، خلال تصوير فيلم قصير مستوحى من قصة اليونسي، تمت دعوته إلى موقع التصوير لمساعدة الممثل الرئيس في تجسيد الدور، لكن الممثل لم يحضر، فاضطر إلى أداء الدور بنفسه.
واستطرد أن أدائه العفوي لفت انتباه المخرج بيريس مينشيتا، الذي أشاد بموهبته في التمثيل، وساعده في الحصول على منحة لدراسة التمثيل، كما وعده بأن يأتي يوم يقف فيه بنفسه على خشبة المسرح ليحكي قصته الحقيقية.
وأشار الموقع إلى أن هذا الوعد قد تحقق تحت إشراف الكاتب المسرحي خوان دييغو بوتو، وإخراج بيريس مينشيتا، الذي تابع المشروع عن بعد، رغم خضوعه للعلاج في إحدى مستشفيات مدينة لوس أنجلوس بسبب حالته الصحية الحرجة.
عرض “14.4”، حسب ذات المصدر، طبعه الصدق في الأداء، حيث قدم اليونسي قصته بأسلوب بسيط ومؤثر يجمع بين الألم والأمل، ناهيك عن سلاسة تنقله بين اللغة العربية والإسبانية، ما جعل قصته تلامس قلوب الحاضرين.
ووفق المصدر نفسه، فإن المسرحية لا تعكس فقط قصة اليونسي، بل تسلط الضوء على معاناة آلاف المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم للهجرة بشكل غير نظامي، بحثا عن حياة كريمة.
وخلص الموقع إلى الإشارة إلى أن عيني أحمد اليونسي كانت في نهاية المسرحية مليئة بالدموع، ما يعكس سنوات من الكفاح والانتصار على الصعاب، ومسار طفل مهاجر من التشرد في أحياء طنجة إلى إسبانيا حيث أصبح فنانا يحمل رسالة إنسانية قوية.