تفاعل رئيس الحكومة؛ عزيز أخنوش، اليوم السبت 3 ماي الجاري، بمدينة الداخلة، مع تصريحات بنكيران السابقة التي وصف فيها بعض المغاربة بـ”الحمير” و”الميكروبات” بسبب موقفهم من القضية الفلسطينية، مؤكدا أن “السياسة عمل ولا علاقة لها بالسب والشتم”.
وأوضح عزيز أخنوش خلال مهرجان خطابي نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة الداخلة، في معرض تعليقه على كلمة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، في تجمع خطابي نظّمه البيجيدي، التي كانت قد خلقت جدلا واسعا، مشددا على أن السياسة هي “العمل” وليست “السب والشتم”.
وأردف المتحدث ذاته أن السياسة ترتبط بالإنجازات التي تحققها الحكومة لصالح المواطنين، مطالبا في ذات الوقت بـ”الصمت” بدل “تلويث الجو”، قائلا: “من لا يتوفر على شيء يقدمه للمغاربة، من الأفضل له أن يلتزم الصمت عوض تلويث الجو”.
وشدد أخنوش على أن العمل السياسي يقوم على مبدأ “الجدية”، قائلا: “المشهد السياسي يسوده عبث، ولا يمكن أن نُحَضِّر للعمل السياسي على هذا المنوال، بل نحتاج ‘المعقول’، وكما قلت لكم السياسة هي العمل والجدية وتعاهد مع المواطنين، والقدرة على مواجهتهم بما تحقق وبما لم يتحقق”.
واستطرد أن ما أطلق عليه “التشويش” على العمل الحكومي، لم يعد يستهدف الحكومة فقط، بل حتى المغرب، مضيفا: “قلت هذا في اجتماع سابق مع البرلمانيين، هذا يبقى مجرد هراء ‘تخربيق’، ويجب أن نعرف ‘المخربقين’ المتواجدين في السياسة، كي نتيح الفرصة لمن يريد الاشتغال والتقدم أكثر”.
ويأتي رد أخنوش على بن كيران في وقت كان من المرتقب فيه أن تخلق تصريحات قيادي البيجيدي، سجالا كبيرا بين حزبه والأحزاب المشكلة للحكومة، لا سيما وأن المغرب على موعد مع انتخابات سنة 2026.
وكان بنكيران قد اتهم حكومة أخنوش بعدم الالتزام بالوعود التي وضعتها قبل الانتخابات، وأنها لا تأبه لتطلعات المغاربة، معتبرا أنها “أخفقت على جميع الأصعدة”، مبرزا أن صعودها في الانتخابات السابقة كان بسبب الخروقات والتزييف، منتقدا في ذات الوقت المواطنين الذين صوتوا لصالح الحزب.
وفي سياق متصل، أشاد أخنوش بالمنجزات التنموية التي تحققت ضمن مخطط تنمية الأقاليم الجنوبية، والتي اندرجت جميعها في إطار الرؤية الملكية، مبرزا أن الداخلة تضم ما مجموعه 52 مشروعا استراتيجيا، إلى جانب 750 مليون درهم مخصصة لمشاريع تأهيل المدينة.
وذكر بمجموعة من المشاريع الضخمة، من قبيل: ميناء الداخلة الأطلسي، الذي لم يتبقى على إنجازه سوى بضع شهور أو سنوات، إضافة إلى الطريق الرابطة بين تزنيت والداخلة، ومحطة تحلية المياه التي ستشتغل في آخر السنة
ولفت إلى أن الحكومة نزلت إلى الميدان وسرعت تفعيل هذه البرامج الملكية، مشيرا إلى التعليمات الملكية الرامية إلى خلق مستشفى جامعي بمدينة الداخلة، من شأنه أن يخول لأبناء المنطقة دراسة الطب وولوج هذه المهنة وكذا الاستفادة من خدمات طبية عالية، قائلا: “هذا أمر جد إيجابي، والعمل الذي قامت به الحكومة في الداخلة كبير، فالحوار الاجتماعي ليس بالأمر الهين” .