كشف المخرج المغربي مصطفى أشاور، أن مسلسل “يوم ملقاك”، الذي يعرض في الموسم الرمضاني الحالي، والذي تصدر أكثر الأعمال مشاهدة في الأيام الأولى لعرضه على قناة “MBC 5″، يتميز بـ”صيغة مغربية خالصة”، مؤكدا أن الدراما الأمازيغية “ليست نمطية” وأنها حجزت لنفسها مكانا بين فسيفساء الدراما المغربية.
وتقاسم المخرج مصطفى أشاور في حوار أجراه مع موقع “سفيركم” الإلكتروني، تفاصيل حول مسلسل “يوم ملقاك“، بدءا بقصته ورسائله ثم القضايا المجتمعية التي يعالجها، وكذا محاولته التعريف بالثقافة المغربية، مرورا إلى واقع الدراما الأمازيغية وموقفه من اتهامات تكريسها لنظرة نمطية حول الأمازيغ.
وهذا نص الحوار:
ما هي قصة مسلسل “يوم ملقاك”؟
يروي مسلسل “يوم ملقاك”، قصة يتداخل فيها الصراع والحب والتضحية، بطلتها “إيلي”، فتاة تحاول إنقاذ أختها من زواج قسري في البادية، إذ يحاول شقيقها تزويجها من رجل طاعن في السن من أجل الإنجاب، ما يجعل الهروب إلى المدينة المخرج الوحيد أمامهما، فتأخذهما أمواج الحياة إلى مغامرات جديدة تجعلهما يعيشان حكايات مختلفة، ليكتشفا أن المدينة لم تكن رحيمة بهما وأن الظروف التي مروا منها في السابق كانت أهون.
ما هي القضايا المجتمعية التي سلطت عليها الضوء في هذا العمل؟
يعالج المسلسل مجموعة من القضايا المجتمعية، من بينها زواج القاصرات والإجهاد المائي، الذي دفع العديد من شباب البوادي إلى الهجرة إلى الخارج من أجل البحث عن فرص جديدة، إلى جانب استغلال أصحاب الضيعات الكبرى المتوحش للثروات التي تزخر بها البوادي، مثل بعض الزراعات التي تستنزف الفرشة المائية، وكذا كفاح الأم الأرملة لتربية أبنائها في ظل المتغيرات المجتمعية، ومسألة زواج هاته الفئة من النساء التي تعد طابو في المجتمع.
ينطوي الفن بصفة عامة على عمق يتجاوز الجانب الفرجوي إلى الهادف، ماهي القيم التي تحاول إيصالها للمتلقي من خلال المسلسل؟
فعلا، لا بد أن ينطوي أي عمل على عمق ويمرر رسائل إلى المتلقي، لكن رسائل مسلسل “يوم ملقاك” ترتبط أساسا بمبدأ التسامح مع الآخر ونبذ التعصب، ثم رؤية الحقيقة من وجهات نظر مختلفة، بالإضافة إلى البحث عن أرضية مشتركة لتجاوز الاختلافات، ناهيك عن رسائل ذات طابع مجتمعي تسلط الضوء على كفاح المرأة الأرملة، وعدم تقبل أبنائها لحرية اختيارها، وبيع القاصرات في البوادي لرجال مسنين، لكن الرسالة الأساسية في هذا العمل هي التسامح مع الآخر وتجاوز جروح الماضي.
ما هو سر تفاعل الجمهور المغربي مع مسلسل “يوم ملقاك” في أولى أيام عرضه في شهر رمضان؟
أظن أن سبب تفاعل الجمهور المغربي مع “يوم ملقاك”، يعود إلى طبيعة القضايا التي طرحها المسلسل من بداية عرضه على قناة “MBC5″، وإلى توفير ظروف ملائمة لضمان نجاحه والاشتغال الكبير عليه، لذلك أوجه شكري للشركة المنتجة “Spectop” في شخص المنتجة فاطنة بنكيران ثم طاقم العمل بأكمله.
ما سبب اختيارك فريق عمل يجمع بين الشباب والرواد؟وكيف كان الاشتغال معهم؟
دائما ما أحاول أن أشتغل في أعمالي على ثنائية الشباب والرواد، لأنه في حال ابتعدنا عن هذه القاعدة سنواجه في المستقبل مشكل إنتاج خَلف لهؤلاء الرواد، فاحتكاك الشباب بهم وانسجامهم معهم يراكم لديهم تجربة كبيرة ربما ستفيدنا في المستقبل، كما أن هذه الثنائية تضيف حيوية للمسلسل وتضفي ديناميكية على اشتغال الفريق.
هل اختيار توظيف الأزياء والديكور المغربي في “يوم ملقاك” محاولة للتعريف بالثقافة المغربية، خاصة وأنه يعرض في منصات لها جمهور عربي واسع؟
من منطلق أننا نُنتج مسلسلا مغربيا، وبغض النظر عن كونه يعرض في منصة “شاهد” وعلى قناة “MBC 5″، هذه هي الفرصة المناسبة للتعريف بثقافتنا وتراثنا ولباسنا وطبخنا ثم معمارنا وأشكالنا الهندسية، فإذا لم نستغل مثل هذه الفرص للتعريف بهويتنا ومغربيتنا، فإننا نرتكب بذلك خطأ كبيرا. وكنت مصرا إلى جانب شركة الإنتاج على أن يكون “يوم ملقاك” في صيغة مغربية خالصة.
ما هو تقييمك للدراما الأمازيغية في المغرب؟
أظن أن الدراما الأمازيغية خطت خطوات كبيرة وجبارة نحو التعريف بها، حيث كانت محصورة جهويا في المناطق الأمازيغية، ولكن أظن أن الإنجازات التي تحققت في السنوات الأخيرة بوأتها مكانة وسط فسيفساء الدراما المغربية، وعلى العموم هي تجربة فتية ويلزمها القليل من الوقت من أجل التطور، وأظن أننا وضعناها في السكة الصحيحة.
ما تعليقك على من يقول أن بعض الأعمال الدرامية الأمازيغية تكرس لصورة نمطية حول الأمازيغ؟
بصدق لا أعتبر أنها تكرس لنظرة نمطية، بل هو موروث ثقافي نستغله ونشتغل عليه كأي دولة أخرى، وهناك تنوع في الدراما الأمازيغية، حيث تشمل ما هو عصري وتقليدي وبدوي ثم فنتازيا وتراثي، يعني من المهم أن نشتغل على جميع أشكال الدراما، وربما النمط التراثي محبب لدى الجمهور بحكم الارتباط بالأرض والتراث والجذور، لكن هذا لا يعني عدم وجود إنتاجات تطرقت إلى حياة الإنسان الأمازيغي المعاصر وفي البادية والمدينة.
هل تحضر لمشاريع فنية مستقبلية؟
حاليا لا توجد مشاريع مؤكدة، ولكنني أحضر لبعض الأعمال التلفزية والسينمائية المستقبلية، ونتمنى التوفيق من الله!.