أثارت قصة المواطن الفرنسي الذي أنشأ صفحة خاصة على الفيسبوك من أجل البحث عن عمل لصديقه المغربي، بعدما أعجب بمهنيته وأخلاقه، ردود فعل إيجابية في المجتمع الفرنسي، لتجسيدها قيم الأخوة والصداقة.
وجاء في تقرير لصحيفة “La Depeche” الفرنسية، أن جان سيباستيان كولسون، وهو فرنسي من منطقة تارني، قام بإنشاء صفحة على منصة الفيسبوك، أطلق عليها إسم “Un job pour Toufik”، لمساعدة صديقه المغربي توفيق تريوش، البالغ من العمر 30 سنة، في العثور على عمل في فرنسا، وتحديدا في منطقة مازاماتين.
يقول كولسون في تصريح قدمه للصحيفة: “توفيق هو ابن الحرفي الذي ساعدنا في تجديد منزلنا في مراكش، والذي تضرر جراء زلزال 8 شتنبر 2023. كان توفيق جزءا من الفريق الذي وصل للعمل من جبال أيت أورير، كل صباح في الساعة الثامنة. كنا نتناول الإفطار معا أثناء العمل، ومن خلال ذلك تعرفت عليه وأعجبت بأخلاقه وخصاله الإنسانية والمهنية”.
وأضاف كولسون: “في أحد الأيام، أعرب توفيق عن رغبته العميقة في القدوم إلى فرنسا للعمل مهما كانت التكاليف، واصفا الوضع في المغرب وشمال أفريقيا بكونه “صعب للغاية” للشباب، بسبب معدل البطالة المرتفع، فالحياة قاسية ولا توجد آفاق سوى إنهاك صحته في أعمال شاقة بأجور زهيدة، علاوة على ذلك، والدته مريضة بالسرطان والعائلة بحاجة إلى المال لدفع تكاليف العلاج الباهظة دون تأمين اجتماعي، لذلك قررت مساعدته لأنه يستحق”.
واختار الفرنسي أن يجعل من صفحة الفايسبوك التي أنشأها، سيرة ذاتية وخطابا تحفيزيا، لمساعدة توفيق على الحصول على عمل في فرنسا، لا سيما وأنه يمتلك تسع سنوات من الخبرة في ميكانيك السيارات والدراجات النارية وكذلك في البناء، كما أنه تلقى بين عامي 2010 و2012، تدريبا في مدرسة أتلانتك الخاصة بمراكش، وأوضح كولسون أن “المشكلة هي أنه ليس لديه مؤهل معترف به في فرنسا، لكنه متحمس جدا للعمل كعامل في وظيفة لا تتطلب تدريبا خاصا. أي نوع من الوظائف، سواء كانت فترة تدريب أو عقد مؤقت، سيكون مناسبا له لإثبات كفائته”.
واستطرد كولسون أنه “بعد العمل مع توفيق لمدة عام في مشاريع التجديد، أستطيع القول إنه شخص رائع، من النوع الذي يبحث عنه أي صاحب عمل: ملتزم، مجتهد، متعدد المهارات، ذكي، نزيه، لطيف ويحترم الجميع. بصراحة، لم يخيب ظني أبدا”، مشيرا إلى أنه سيقوم باستضافة توفيق مجانا في فرنسا وتقديم الدعم له إلى حين بدأ حياته العملية، وأنه يحاول بدوره من خلال شبكته ومعارفه الترويج لتوفيق لدى بعض الشركات في القطاع “لمنحه أفضل الفرص”.
وأثارت قصة المغربي ردود فعل إيجابية في الأوساط الفرنسية، حيث أشاد مجموعة من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بهذه الخطوة الإنسانية التي أقدم عليها المواطن الفرنسي، بينما ذهب البعض الآخر إلى التأكيد على أن المغاربة بصفة عامة يمتلكون صفات مشتركة تتعلق بالتزامهم الكبير بعملهم والتشبث بمبادئهم وأخلاقهم العالية.
تعليقات( 0 )