أكد وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أن المغرب وإسبانيا يعملان حاليا على حل المشاكل التقنية في المعبرين الجمركيين بسبتة ومليلية، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا سياسيا قائما ومضمونا بالكامل بين الحكومتين المغربية والإسبانية بشأن فتح المعبرين.
وأوضح ألباريس، وفق ما نقلته “أوروبا برس” أن التأخير في فتح المعبرين لا يعود إلى غياب الإرادة السياسية، وإنما إلى ضرورة استكمال العمل التقني الذي تقوم به المصالح الجمركية للبلدين، مشيرا إلى أن معبر مليلية شهد، لأول مرة، عبور شاحنة محملة بالسلع يوم 15 يناير الماضي، في إطار ما وصفه بـ”المرحلة الأولى” نحو تطبيع العملية الجمركية.
وأضاف الوزير الإسباني أن السلطات الجمركية المغربية والإسبانية تعمل حاليا على معالجة المشكلات التقنية العالقة، لضمان عدم التراجع عن أي تقدم يتم إحرازه، مؤكدا أن هذه الجهود مستمرة لضمان فتح المعبرين بشكل سلس ودائم.
وأعرب ألباريس عن استغرابه من بعض الانتقادات التي تطالب بالتسريع في فتح المعبر الجمركي في سبتة، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك أي تحرك سابق لتحقيق هذا الهدف، لكن بمجرد أن طرحت الحكومة الإسبانية هذه القضية على الطاولة لأول مرة في التاريخ، أصبحت هناك ضغوط تدعو إلى الاستعجال.
وفي هذا السياق، انتقد ألباريس موقف الحزب الشعبي الإسباني، الذي كان من أكثر الجهات انتقادا لتأخر فتح المعبر، داعيا إياه إلى “التوقف عن الديماغوجية” وترك الحكومة تعمل على تحقيق هذا الهدف بالشكل الصحيح.
كما شدد الوزير الإسباني على أن العلاقات مع المغرب تمر بـ”أفضل مرحلة في التاريخ”، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 24 مليار يورو، وهو رقم لا تتجاوزه سوى التجارة الإسبانية مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وأكد أن هذه العلاقة تقوم أيضا على “تعاون نموذجي” يحظى بتقدير الشركاء الأوروبيين، خصوصا في مجالات ضبط تدفقات الهجرة غير النظامية ومحاربة الإرهاب.
وأشار ألباريس إلى أن السياسة الخارجية تفرض على أي دولة بناء علاقات جيدة مع جيرانها، خاصة عندما يتعلق الأمر بدولة تتشارك معها حدودا برية، في إشارة إلى ضرورة الحفاظ على العلاقات القوية مع المغرب.