رد وزير الخارجية الإسبانية، خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الخميس، على بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية الذي أمر قواته بـ”الاستعداد لترحيل الفلسطينيين من غزة، مع اقتراح استقبالهم من قبل دول أخرى، من بينها إسبانيا”.
وقال ألباريس، عبر أثير برنامج “لاس مانياناس” على إذاعة RNE شبه الرسمية، “أرفض بشكل قاطع الدخول في أي نقاش حول المكان الذي يجب أن يذهب إليه الفلسطينيون، وخاصة سكان غزة، لأن هذا الجدل محسوم من قبلهم”.
وأضاف، “أرض الفلسطينيين في غزة هي غزة، ويجب أن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية، كما تريد إسبانيا ومعظم دول العالم. حوالي 150 دولة تعترف بفلسطين، وهذا هو مستقبل الفلسطينيين وأرضهم”.
وأكد ألباريس أن تضامن إسبانيا مع الشعب الفلسطيني تجسد في استقبال بعض الفلسطينيين، مثل الأطفال المرضى أو الذين تعرضوا لإعاقات بسبب الحرب أو اللاجئين، لكنه شدد على أن “مكان الفلسطينيين هو فلسطين، ومكان الغزاويين هو غزة”.
وأضاف الوزير: “إسبانيا تتخذ قراراتها بشكل سيادي، ولا يحق لأي طرف ثالث أن يملي علينا ما يجب أن نفعله”.
وجاء بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية بعد 48 ساعة فقط من اقتراح الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، “إعادة توطين” سكان غزة والسيطرة على أراضيهم، وهو مقترح أثار رفضا دوليا واتهامات بارتكاب “تطهير عرقي”.
وفيما يتعلق برد الاتحاد الأوروبي على مقترح ترامب، أكد ألباريس أن الدول الكبرى في الاتحاد، “وهي الدول الأكثر دراية بالشرق الأوسط”، وفق تعبيره، كانت واضحة تماما، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي نفسه “أكد موقفه الداعم لحل الدولتين”.
وتابع الوزير قائلا: “هذه لحظة ينظر فيها الجنوب إلى أوروبا، وينتظر أن نكون منارة للديمقراطية، وأن نرفع راية الأمم المتحدة، ونؤيد التعددية، وندافع عن القانون الدولي الإنساني. كل هذه القيم وُلدت في أوروبا، وحان الوقت لحمايتها”.
كما شدد ألباريس على أن “إسبانيا قررت أن تكون فاعلا في النظام الدولي من خلال المساهمة في تصميم مستقبل العالم، عبر مشروع أوروبي أكثر صلابة، والتمسك بالتعددية، ورفع راية السلام، ورفض الحرب كوسيلة لحل النزاعات، والالتزام الدائم بالقانون الدولي”.