أثنى أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، يوم الجمعة 23 ماي الجاري، في أمسية نظمت بمقر “سيركل غولووا” العريق في بروكسيل، على التجربة المغربية في ترسيخ قيم التعايش والتعددية والانفتاح، مؤكدا أن المغرب يشكل “خزانا لا ينضب من الأفكار الجديدة القادرة على إعادة ابتكار مجتمعاتنا”.
وعرفت هذه الأمسية، المنظمة من قبل جمعية “الصداقة المغربية البلجيكية” بدعم من سفارة المملكة المغربية ببلجيكا ولوكسمبورغ، حضور أكثر من 300 شخصية دبلوماسية وأكاديمية وثقافية.
وألقى أندري أزولاي، خلال هذه المناسبة، خطابا أكد فيه أن المغرب يشكل “خزانا لا ينضب من الأفكار الجديدة والصامدة” التي يمكن أن تساهم في تجديد المجتمعات وتعزيز قيم التعايش المشترك في عالم يواجه أزمات متزايدة وانغلاقا متصاعدا.
وأبرز أزولاي أن اختيار بروكسيل مكانا لهذا اللقاء لم يكن اعتباطيا، فهي مدينة أوروبية نجحت في بناء حداثتها من خلال استقبال مختلف الثقافات، وتضم اليوم جالية مغربية كبيرة تعد بمئات الآلاف، تشكل ركيزة أساسية في نسيجها المجتمعي.
وقال: “اخترت أن أعرض أمامكم الدينامية الاستثنائية التي يشهدها المغرب على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، إلى جانب تفرده بهوية وطنية متماسكة، صمدت في وجه محاولات الإقصاء والانغلاق، مقدّما بذلك نموذجا متفردا للعيش المشترك والانفتاح الروحي والثقافي”.
وأكد مستشار الملك أن هذه الدينامية ليست مجرد خطاب سياسي أو موقف دبلوماسي ظرفي، بل هي حقيقة واقعية نابعة من رؤية شمولية يقودها الملك محمد السادس، رؤية تستحق أن تُلهم المجتمع الدولي في مواجهة التحديات التي تعترض التعايش السلمي بين الشعوب.
وتابع قائلا: “في أرض الإسلام، يمضي المغرب قدما، يبني، ويبتكر، ويؤكد صواب اختياراته عبر نموذج وطني متشبث بتقاليده وجذوره، ومنفتح في الوقت ذاته على الحداثة الجريئة”، مبرزا أن هذا النموذج يستمد شرعيته من تعددية مكوناته الثقافية والدينية واللغوية.
ووجه أزولاي شكره للسفير المغربي في بلجيكا ولوكسمبورغ، محمد عامر، الذي بادر إلى تنظيم هذا اللقاء بشراكة مع فرانسيس دلبيري، رئيس جمعية “الصداقة المغربية البلجيكية”، مشيدا بهذه الفعالية التي تترجم روح التعاون الثقافي والدبلوماسي بين المغرب وبلجيكا.
من جانبها، أعربت إلهام قدري، الرئيسة التنفيذية لمجموعة “SYENSQO” للصناعات الكيميائية، عن تقديرها الكبير للمجهودات التي يبذلها أندري أزولاي في سبيل تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان، ووصفت التزامه بـ”الشجاع والقيم جدا في الظروف الإقليمية والدولية الراهنة.”.
وبدوره، نوه السفير محمد عامر بالمسار الفكري والإنساني لأندري أزولاي، واصفا إياه بأنه “الرجل الذي يبني الجسور بدل الجدران، ويدافع عن فلسفة الإدماج بدل الإقصاء”، كما نوه بالدور الريادي الذي تلعبه جمعية “الصداقة المغربية البلجيكية” في دعم الجالية المغربية ببلجيكا، وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعبين.
وشهدت هذه الأمسية حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينها شارل ميشيل، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي، ووزير الداخلية البلجيكي برنار كوانتان، ورئيس حكومة بروكسيل رودي فيرفورت، والسفير أحمد رضا الشامي، الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي، إلى جانب مسؤولين من القصر الملكي البلجيكي، وسفراء وأكاديميين وممثلين عن المجتمع المدني البلجيكي والمغربي.