قال الدكتور رشيد السليماني، أستاذ الدراسات الأمازيغية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق، إن النسبة التي أعلنت عنها مندوبية التخطيط في إحصاء 2024 بخصوص نسبة مستعملي اللغة الأمازيغية والتي حددت في 24.8 بالمئة، “نتيجة صادمة”.
وأكد على أن هذا الرقم ستتم مناقشته فهو لا يمثل النسبة الحقيقية للمواطنين الأمازيغ في المغرب.
وفي تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أضاف السليماني، أن هذه النتيجة “تتولد عنها عدة تساؤلات وأول ما سيتولد عنه هو الشك من أجل البحث عن الحقيقة”.
واعتبر أن هذا الرقم “صادم” لأن المغاربة هم أصلا أمازيغ سواء كانوا ناطقين أو غير ناطقين، مضيفا أن هذا الرقم “يدفعنا إلى طرح عدة تساؤلات أولها هل تمت فعلا تغطية جميع المغاربة في الإحصاء”، يتساءل السليماني.
وأشار المتحدث إلى أنه “لكي نتعرف ونكون دقيقين جدا في ضبط نسبة الناطقين بالأمازيغية وغير الناطقين لا بد من توجيه أسئلة دقيقة.
وقال إنه ومن “تجربته الشخصية فإن الكثير من المواطنين القاطنين في الحي الذي يسكن فيه، لم يستجوبوا في الإحصاء”، على حد قوله.
وتابع السليماني بالقول إن تجربة استمارتين طويلة وقصيرة “لا نعرف الأهداف والغاية من ورائها فالأسئلة يجب أن توجه لكل المغاربة، ثم ماهي المعايير التي سنتخذها لاختيار العينات التمثيلية للاحصاء فالمغرب شاسع”، يضيف متسائلا.
وأوضح أن عبارة “مستعملين للغة الأمازيغية” هي عبارة في حد ذاتها تعتبر إشكالا لأن المغرب الآن به مغاربة أمازيغ ولا يتحدثون بها وهم في الأصل أمازيغ، “فهل سيتم إقصاؤهم ؟”.
وأكد على أن هناك أسر يتحدث فيها الأب والأم بالأمازيغية لكن الأبناء لا يتحدثون بها.
ووأضاف إلى أنه يجب أيضا الانتباه إلى أن المغرب منذ 2003 أدرج الأمازيغية في التعليم وهناك تلاميذ يتحدثون بها وإن لم تكن أصولهم أمازيغية، مشيرا في السياق ذاته إلى أن شعبة الأمازيغية بالكليات والتي يسجل بها طلبة هم في الأصل لا يتحدثون بها ورغم ذلك يختارون الدراسة بهذه الشعبة ويتخرجون بأفواج كبيرة جدا ويستعملونها.
وخلص رشيد السليماني في تصريحه قائلا “أظن أن هناك إشكالا، فإحصاء هذه السنة أثار مجموعة من الإشكالات التقنية ونمط الأسئلة وطبيعتها، فما الغاية من هذا الإحصاء دون استراتيجية وتخطيط وأهداف، فالأسئلة والاستمارة بعيدة كل البعد عن الإحصاء”، يضيف المتحدث.
يشار إلى أن اليوم الثلاثاء تم الإعلان عن النتائج التفصيلية لإحصاء 2024، وذكر العرض الذي قدمه شكيب بنموسى، المندوب السامي لمندوبية التخطيط، أن نسبة السكان الذين يستعملون اللغة الأمازيغية 24.8 بالمئة، وحسب التعبيرات اللغوية للأمازيغية يستعمل 14.2 في المئة من السكان تشلحيت تليها تمازيغت ب7.4 ثم تريفيت ب3.2.