سيطرت إسرائيل، فجر الثلاثاء، على سفينة “مادلين” التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، بحسب ما أعلنه “ائتلاف أسطول الحرية”.
وأكد الائتلاف، عبر حسابه على تطبيق “تلغرام”، أن الاتصال انقطع مع السفينة بعد صعود القوات الإسرائيلية إليها. كما نشر صورة تُظهر الركاب وهم يرتدون سترات النجاة ويرفعون أيديهم، واتهم الائتلاف إسرائيل بـ”اختطاف” النشطاء الموجودين على متن السفينة.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن البحرية طلبت من السفينة تغيير مسارها بعد اقترابها من “منطقة محظورة”. وبعد نحو ساعة، تم سحب السفينة باتجاه ميناء أسدود. وأضافت الوزارة أنه من المتوقع إعادة الركاب إلى بلدانهم، مشيرة إلى أن كمية المساعدات الموجودة على متن السفينة “والتي لم تُستهلك من قبل النشطاء” سيتم نقلها إلى غزة عبر ما وصفتها بـ”قنوات إنسانية رسمية”.
وكانت سفينة “مادلين”، التي ترفع العلم البريطاني، تحمل على متنها عددا من النشطاء الدوليين وكمية من مواد الإغاثة، ويشرف عليها “ائتلاف أسطول الحرية” المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية.
وكان من بين ركاب السفينة، النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، التي نشرت مقطع فيديو على “إنستغرام” لحظة اقتراب القوات الإسرائيلية، وكتبت عليه “إنهم هنا”. كما نشر الناشط البرازيلي ثياغو أفيلا، الموجود أيضا على متن السفينة، عدة رسائل تحذيرية أكد فيها أن “مادلين” كانت محاطة بزوارق حربية وطائرات مسيّرة، قبل أن تُقتحم لاحقا من قبل القوات الإسرائيلية.
وفي وقت سابق، حذرت المقررة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، من عملية اعتراض محتملة، مؤكدة أن خمسة زوارق إسرائيلية سريعة أحاطت بالسفينة. وأوضحت أنها كانت على تواصل مع الركاب الذين تلقوا تعليمات من القبطان بالجلوس بهدوء، وتجهيز جوازات السفر وسترات النجاة، في ظل حديث مباشر مع الجنود الإسرائيليين الذين أُبلغوا بأن السفينة تحمل مساعدات إنسانية فقط.
وبث الجيش الإسرائيلي لاحقا صورا توثق للحظة اعتقال النشطاء على متن السفينة، وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن وحدة الكوماندوز البحري سيطرت على السفينة وتم اقتيادها إلى ميناء أسدود، حيث يُجري التحقيق مع الركاب في قاعدة تابعة لسلاح البحرية.
يُذكر أن “ائتلاف أسطول الحرية” ينظم منذ سنوات رحلات بحرية إلى قطاع غزة بهدف كسر الحصار والتضامن مع سكانه، إلا أن هذه المحاولات تُواجه في الغالب بتدخل عسكري إسرائيلي يحول دون وصول السفن إلى وجهتها.