نفى مسؤول أمني إسرائيلي، التقارير التي تحدثت عن استئناف رحلات الطيران المباشرة بين إسرائيل والمغرب قريبا، والتي تم تداولها بعد زيارة وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف المثيرة للجدل إلى المغرب.
ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، كشف ما سُمي بمصدر أمني رفيع المستوى، حسب موقع “ماكو” الإخباري، أن الظروف الحالية تجعل هذا الجدول الزمني غير واقعي، في وقت كانت وزارة النقل الإسرائيلية قد أعلنت الأسبوع الماضي أن الرحلات “ستستأنف في أبريل بعد شهر رمضان”.
وقال المسؤول، حسب المصادر الإسرائيلية: “لن نخاطر بأرواح الإسرائيليين”، في إشارة إلى ما وصفه بـ”الاحتجاجات المعادية لإسرائيل” في المغرب.
وأوضح المصدر الأمني أن الرحلات لا يمكن أن تستأنف ما دام المغرب تحت تحذير سفر من المستوى 3.
وأضاف المسؤول: “إذا توقفت الاحتجاجات والتحريضات، يمكننا التفكير في تخفيض مستوى التحذير من السفر إلى البلد، ولكن في الوضع الحالي، لن يحدث ذلك”.
ويصنف مجلس الأمن القومي الإسرائيلي حاليًا المغرب على أنه بلد يمثل تهديدا متوسطا، مؤكدا أن “عناصر إرهابية قد تحاول استهداف الإسرائيليين في المغرب”، ويوصي المجلس بتجنب السفر غير الضروري إلى المملكة.
ويأتي هذا التقييم رغم أن المغرب يحظى بسجل أمني أقوى بكثير من إسرائيل نفسها، ففي حين تعاني إسرائيل من تهديدات أمنية مستمرة، حافظ المغرب على تاريخ مثالي في حماية مجتمعه اليهودي والزوار الإسرائيليين.
وظهرت التناقضات الواضحة في الإدارة الإسرائيلية بعد زيارة ريغيف الأخيرة إلى المغرب لحضور المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية في مراكش، حيث التقت بنظيرها المغربي ومسؤولين حكوميين رفيعين لمناقشة التعاون الثنائي في مجال النقل.
وخلال إلقاء ريغيف كلمتها، انسحبت وفود فلسطين وتركيا والأردن وإيرلندا، بينما ظل ممثلو دول الخليج حاضرين.
قبل أكتوبر 2023، كانت عدة شركات طيران قد أبرمت اتفاقات لتسيير رحلات مباشرة بين البلدين، مثل “الخطوط الملكية المغربية” و”إل عال” و”إسرائير” و”أركيا”، التي تربط تل أبيب بكل من مراكش والدار البيضاء.
وتوقعت وزارة النقل الإسرائيلية أن تكون الخطوط الملكية المغربية هي الأولى في استئناف رحلاتها، رغم عدم تحديد جدول زمني محدد.
وجاء إعلان الوزارة في وقت نظم فيه محتجون في مراكش مظاهرات كبيرة أثناء زيارة ريغيف، حيث تجمع المئات في مكان مركزي وقاموا بحرق ودهس الأعلام الإسرائيلية.
تاريخيا، كان المغرب وجهة شعبية للسياح الإسرائيليين، وقبل تعليق الرحلات الحالي، زار حوالي 70,000 إسرائيلي المغرب في عام 2022، وارتفع العدد إلى نحو 200,000 في 2023 قبل اندلاع الإبادة الإسرائيلية في غزة.