إصابات واعتقالات وردود فعل دولية.. عمدة أمستردام تصف ليلة الخميس بـ”الليلة السوداء”

كشفت صحيفة هولندية أن عمدة أمستردام قد وصفت أعمال العنف التي شهدتها المدينة، يوم أمس الخميس، بـ”الليلة السوداء”، والتي استهدف من خلالها مناصرون للقضية الفلسطينية، منهم شباب من الجالية المغربية المقيمة في هولندا، مشجعين إسرائيليين لفريق مكابي تل أبيب، وذلك في ظل الأوضاع المتأزمة في الشرق الأوسط، والغارات الإسرائيلية على كل من غزة ولبنان.

وأوضحت صحيفة “De Tijd” الهولندية في تقرير لها حول الموضوع، أن عمدة مدينة أمستردام، فيمكه هالسيما، قد وصفت في مؤتمر صحفي، ليلة الخميس بـ”الليلة السوداء”، مشيرة إلى أنها تعيد إلى الذاكرة أحداث اضطهاد اليهود في أوروبا، كما أضافت الصحيفة أن مجموعات من الشباب، من بينهم مغاربة، جابوا شوارع المدينة على دراجات نارية بحثا عن مشجعي فريق مكابي تل أبيب، ثم طاردوهم ودخلوا في مشاجرات معهم، ومنهم من قام برمي الألعاب النارية على المشجعين.

وأشارت هالسيما إلى أنه على الرغم من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الشرطة الهولندية، إلا أن العنف قد اندلع بعد انتهاء المباراة التي جمعت بين فريقي أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب، موضحة أن الواقعة قد أسفرت عن إصابة ما بين 20 إلى 30 شخصا، بينهم خمسة تم نقلهم إلى المستشفى.

وبدورها، ذكرت تقارير أخرى أن المشجعين الإسرائيليين قد قاموا بعد انتهاء المباراة بأعمال استفزازية تجاه الجالية العربية في أمستردام، حيث بدأوا يهتفون بعبارات تقول: “الموت للعرب”، و”لا مدارس في غزة لأنه لا مزيد من الأطفال في غزة”، كما أفاد بعض مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي أن المشجعين قاموا بإزالة العلم الفلسطيني من منزل رجل مغربي، الذي استنجد بأبناء المنطقة، الذين دخلوا مع الإسرائيليين في شجارات عنيفة.

وبحسب مكتب المدعي العام، فقد ألقت الشرطة القبض على 62 شخصا، من بينهم قاصران بسبب تورطهم في أعمال العنف التي نشبت يوم أمس، مردفا أنه يجري التحقيق مع المشتبه فيهم، نافيا في ذات الوقت الشائعات التي انتشرت حول عمليات الاختطاف واحتجاز الرهائن.

وأعلنت السلطات المحلية، في إطار تدبيرها لهذه الواقعة وتخوفها من اندلاع أعمال عنف أخرى، عن تدابير أمنية إضافية تشمل فرض حظر مؤقت على التظاهرات وتعزيز الوجود الأمني في مختلف أنحاء المدينة.

وأبدى بيتر هولا، رئيس شرطة أمستردام، دهشته من عدم قدرة قوات الأمن على السيطرة على الوضع رغم تواجد ما مجموعه 800 فرد من عناصر الشرطة، قائلا: “أنا مصدوم، فعلى الرغم من أننا قمنا بالاستعدادات اللازمة ونشرنا أزيد من 800 فرد من عناصر الشرطة في أنحاء مختلفة من المدينة، إلا أننا لم نتمكن من منع هذا العنف”.

ردود فعل إسرائيلية ودولية:

وتسببت أعمال العنف هذه في استياء كبير داخل إسرائيل، حيث وصف الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، الحادثة بأنها “مخطط معاد للسامية”، في الوقت الذي دعت فيه السلطات الإسرائيلية مواطنيها في أمستردام إلى العودة إلى إسرائيل، بينما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عن عزمه زيارة هولندا من أجل لقاء المسؤولين الهولنديين لمناقشة الحادث.

وفي هولندا، شدد رئيس الوزراء ديك شووف على ضرورة التزام الحكومة بمتابعة المتورطين في هذه الواقعة وتقديمهم للعدالة، مؤكدا أن الهجمات ذات الطابع المعادي للسامية لن تُقبل في هولندا. وبدورها، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن رفضها معاملة اليهود بهذه الطريقة، مشددة على أن أوروبا لن تسمح بمثل هذه الأحداث.

ضغوط على عمدة أمستردام:

وتتعرض عمدة أمستردام لضغوط كبيرة، حيث واجهت انتقادات لاذعة من قبل مجموعة من السياسيين اليمينيين، الذين اتهموها بالتساهل مع معاداة السامية ووقوفها إلى جانب المسلمين ودفاعها عن المغاربة، بسبب سماحها سابقا بمظاهرات داعمة للقضية الفلسطينية، بينما اعتبر مؤيدي القضية الفلسطينية أن قراراتها تقمع الاحتجاجات بعد منعها تجمعا بالقرب من ملعب المباراة.

تعليقات( 0 )