تحاول إيران في السنوات الأخيرة، إيجاد موطئ قدم لها في قارة إفريقيا، وتوسيع نفوذها من الشرق الأوسط إلى هذه القارة، ولا سيما في ظل العديد من التحولات والتطورات التي عرفتها المنطقة، والتي تتمثل في رحيل فرنسا عن عدد من الدول، وظهور أنظمة إفريقية جديدة تتطلع إلى شراكات مع دول أخرى غير “التقليدية”.
وفي هذا السياق، كشف تقرير نشرته صحيفة “أتالايار” الإسبانية، أن إيران كانت تحاول منذ مدة طويلة تعزيز وجودها في قارة إفريقيا، من خلال نشر التشيع، ومحاولة الدخول عبر بوابة المشاريع التجارية والاقتصادية، لكن هذه المحاولات اصطدمت بـ”الوجود التاريخي والثقافي والديني والتجاري للمغرب في إفريقيا”.
وأوضح التقرير، أن رغبة إيران في إيجاد موطئ قدم لها في عدد من البلدان الإفريقية، استعصي أمام الوجود القوي للمغرب في هذه البلدان، خاصة في منطقة الساحل والمناطق المجاورة لها، نظرا لارتباط هذه البلدان بالمملكة المغربية على أكثر من مستوى، وخصوصا الجانب الديني الصوفي.
وفي هذ الصدد، وفقا لتقرير “أتالايار”، فإن العديد من الطرق الصوفية والجماعات الدينية والقبلية التي توجد في دول الساحل ودول مثل السنغال، ترتبط ارتباطا وثيقا بالمغرب، حيث تعقد اجتماعاتها الدينية في المملكة، و”يُنظم المنتدى الدولي لأعضاء الطوائف الصوفية سنويًا في المملكة بمشاركة 50 دولة تحت رعاية الملك المغربي محمد السادس.”
وأضاف التقرير، أن “عدة زوايا صوفية في إفريقيا مرتبطة بمراكز صوفية في المغرب. على سبيل المثال، تحتفل الزاوية التجانية في السنغال بالاجتماعات الدينية على الطريقة المغربية وتحيي ذكرى وفاة ملوك المغرب، مما يدل على الارتباط الوثيق بين هذه الزوايا في إفريقيا والمغرب.”
كما أن ارتباط المغرب ببلدان إفريقيا، لا يتوقف عند الجانب الديني، إذ أشار التقرير إلى الجانب الاقتصادي أيضا، حيث يُقدم المغرب عددا من المبادرات لصالح هذه البلدان، وأبرزها المبادرة الأخيرة المتعلقة بمبادرة المنفذ الأطلسي التي يضع المغرب من خلالها بنيته التحتية البحرية في الصحراء لصالح بلدان الساحل، وهي مالي، وبوركينافاسو، والنيجر، والتشاد، للاعتماد عليها في إنشاء روابط تجارية مع دول أخرى.
وخلص التقرير إلى أن إيران تقوم بمحاولات عديدة لتعزيز تواجدها في إفريقيا، حيث قام الرئيس الإيراني في الصيف الماضي بزيارات إلى كينيا وأوغندا وزيمبابوي، وتوقيع بعض اتفاقيات المشاريع “غير الواضحة”، إلا أن إيران حسب الخبراء، لا تستطيع منافسة النفوذ المغربي في المنطقة وفقا لـ”أتالايار”.
تعليقات( 0 )