عرفت طلبات زواج السينغاليين من المغربيات ارتفاعا حيث بلغ عدد هذه الطلبات 12 ألف طلب خلال العام 2023، في ظل العلاقات الجيدة والتاريخية التي تجمع بين المغرب والسنغال.
وفي هذا الصدد حدد أستاذ علم الاجتماع الدكتور عبد الرحيم عنبي أسباب هذا الاقبال في ثلاث اعتبارات مهمة، حيث تمثل السبب الأول فيما هو تاريخي، إذ أن “العلاقات أو الزواج بين السينغال والمغرب كان موجودا عبر التاريخ خاصة مع انتشار الاسلام في دول الغرب الاسلامي والسينغال بالخصوص، إضافة للعلاقات المتميزة التي كانت تجمع المغرب بهذا البلد. وكذلك توافد السينغاليين على المغرب منذ زمن طويل حيث يحجون إلى سيدي أحمد التيجاني بمدينة فاس، فمنهم من استقر بالمغرب وكانت حالات زواج حينها” .
أما الاعتبار الثاني يضيف عنبي في تصريحه لـ”سفيركم” فيتجسد في الدين الاسلامي وهو الأمر الذي “سهل التواصل بين نساء ورجال من البلدين، ويمكن أن نفسر عدد الرجال السينغاليين المتزوجين من مغربيات بالهجرة والتي يمكن اعتبارها بالنسبة للسنغاليين فيها سهولة ودخول سلس بدون صعوبات، فهم يأتون كحجاج للزاوية التجانية وكطلاب بمدارس عليا في الجامعات إضافة للتجارة، وخاصة الذكور من السينغال”.
ويرى ذات المتحدث كسبب ثالث هو أن المرأة المغربية لديها “انفتاح ثقافي، إذ نجد مغربيات متزوجات من إسبانيين وفرنسيين وأمريكيين ومتزوجات ببلدان كالخليج العربي، مما يؤكد على أن المغربية لديها القابلية لتتعايش مع أي ثقافة، وكما أن الشاب السينغالي هو الأقرب للثقافة المغربية، بحيث هناك عامل الدين الاسلامي والعامل التاريخي بين البلدين”. مشيرا إلى أن بالمقابل نجد أيضا شباب مغاربة متزوجون من أجنبيات.
وأشار عنبي إلى أن هناك أيضا نقطة مهمة تمثلت في “نضج المغاربة في اختيار شريك الحياة إذ لم يعد يُفرض على الفتاة المغربية الزواج من أبناء عائلتها بل لديها الآن الحرية في الاختيار. كما يظهر هذا الزواج نضجا مجتمعيا مهما، وكذلك التعايش مع الآخر. ومن زاوية إحصائية فهناك ارتفاع في نسبة العزوبة بالمغرب”.
ونبه عبد الرحيم عنبي إلى وجوب “الاشارة إلى أن الشاب السينغالي لا يسعى من هذا الزواج إلى تسوية وضعيته، لأن الحقيقة هو أن السينغاليين لديهم وضع متميز من الناحية القانونية بالمجتمع المغربي ولا يحتاج للزواج من أجل تسوية قانونية أو ترتيب حياته بالمغرب”.
وختاما أشار عنبي “كنتيجة هذا الزواج سيعطينا أسرة عابرة للحدود، لأن مستقبلا الأطفال سيكونون مغاربة وسينغاليين، وفي هذه الحالة يجب أن يتحدثوا الدارجة المغربية واللغة العربية والفرنسية والولوفية لهجة السينغال وسيعطينا بالتالي هوية جديدة بالمجتمع المغربي”، إلا أنه حسب عنبي، “سيطرح لدينا ربما بعض الاشكالات القانونية على مستوى مدونة الأسرة وعلى مستوى المدرسة وعدد من الأمور التي يجب التفكير فيها”.
يشار إلى أن ارتفاع طلبات زواج السينغاليين من المغربيات عرف ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، بين معارض ومؤيد فهناك من اعتبر الظاهرة تُشكل تهديدا للهوية المغربية، وهناك من اعتبر أن عزوف المغاربة عن الزواج هو السبب.
وكانت الحكومة في السنوات الماضية، رفضت دعوات التمييز والكراهية ضد المهاجرين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء التي سبق وأن انتشرت على مواقع التواصل.
تعليقات( 0 )