كشف استطلاع رأي في فرنسا، أن أكثر من 12% من الفرنسيين أن مغادرة بعض اليهود للعيش في إسرائيل أو في دول أخرى، هو “إلى حد ما” أمر إيجابي بالنسبة لفرنسا، وهي نسبة تضاعفت مقارنة بعام 2020.
هذا الرأي الذي وافق عليه 17% من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا، و20% من مؤيدي حركة “فرنسا الأبية” (LFI) اليسارية، من أبرز نتائج استطلاع للرأي أجرته شركة “إيبسوس” بعنوان “العداء للسامية في فرنسا: أين نحن في 2024؟”، والذي تم لصالح المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (CRIF).
وبعد مرور أكثر من عام على بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، يقدم الاستطلاع، الذي أُجري عبر الإنترنت بين 1000 شخص، صورة مثيرة حول كيفية رؤية الفرنسيين لليهود.
وقال رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (CRIF) يوناتان آرفي في حديثه لصحيفة “فيغارو” إن “كراهية دولة إسرائيل تحولت لدى بعض الفرنسيين إلى عداء لليهود”.
وأشار بريس تانتيير، المدير العام المساعد في معهد الاستطلاعات، إلى أن “لامبالاة 56% من الفرنسيين الذين يعتبرون أن الأمر ليس جيدا ولا سيئا هي مسألة مقلقة”.
وأضاف أن هذه النسبة تتماشى مع المشاركة الضعيفة في التظاهرات المدنية ضد معاداة السامية التي دعت إليها يائيل براون بيفيه وجيرار لارشي، والتي حضرها فقط 182,000 فرنسي.
ووفقا للاستطلاع، يعتقد 89% من الفرنسيين أن “لا شيء يمكن أن يبرر عملا أو كلمة معادية للسامية” كما يعتقد 85% أن “اليهود الفرنسيين مواطنون مثلهم مثل الآخرين”، ويعتبر 64% أن “اليهودية جزء من الثقافة الفرنسية” ويؤكد 66% أنه يجب “فعل كل شيء” لطمأنة اليهود ومنعهم من مغادرة فرنسا.
مع ذلك، يعتقد 16% من المستجوبين أن “اليهود يتحملون جزءا من المسؤولية” في “تصاعد المشاعر المعادية لليهود”، ويتفق 19% من الأشخاص الذين يحملون شهادة تعليمية أقل من البكالوريا و22% من مؤيدي حركة “فرنسا الأبية” (LFI) مع هذه الرؤية.
كما يعتقد ثلاثة من كل عشرة فرنسيين أن “هناك مبالغة في الحديث عن ذكرى المحرقة”، وعلى الصعيد السياسي، يشترك 37% من الفئة العمرية 25-34 عاما و44% من مؤيدي “فرنسا الأبية” و35% من مؤيدي حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، في نفس الرأي.
ويعتقد 75% من الفرنسيين أن الوضع في الشرق الأوسط يسبب تصاعد معاداة السامية في فرنسا – حيث ارتفع عدد الحوادث المعادية للسامية بنسبة 192% منذ 7 أكتوبر.
وألقى البعض باللوم على بعض الشخصيات السياسية في تأجيج الوضع، إذ اعتبر 76% من المستجوبين أن تصريحات، زعيم “فرنسا الأبية” جان-لوك ميلنشون قد “ساهمت في زيادة معاداة السامية بين الناس”، ويشارك 83% من مؤيدي الحزب الاشتراكي و72% من مؤيدي حزب البيئة نفس الرأي.
وحسب بريس تانتيير، فإن الرؤية “العالمية” لحركة “فرنسا الأبية” التي تدمج دولة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي واليهود والحكومة، وادعاء أن جميع اليهود يدعمون بنيامين نتنياهو، “تخلق وتغذي حالة من الارتباك التي يتسلل من خلالها ويصنع معاداة السامية”.
وفيما يتعلق بـ “الأحكام المسبقة المعادية لليهود”، يعتقد 89% من المستجوبين أن “اليهود متضامنون جدا مع بعضهم البعض”، و49% يعتقدون أن لديهم “لوبيات قوية جدا تتدخل على أعلى المستويات”.
كما يعتقد 48% من الفرنسيين أن “الغالبية العظمى من اليهود يدعمون السياسة الإسرائيلية حتى في أسوأ جوانبها تجاه الفلسطينيين”، ويعلق بريس تانتيير قائلا: “هذا أمر مقلق للغاية لأن هذه الفكرة ليست إلا اعتقادا خاطئا يفترض أن الغالبية العظمى من اليهود متضامنون مع سياسة فظيعة ويدعمون بنيامين نتنياهو، وهذا يتناقض مع حقيقة أن المجتمع اليهودي ليس متجانسا أو موحدا كما يُعتقد”.
وأظهر الاستطلاع أن 25% من مؤيدي حركة “فرنسا الأبية” (LFI) يحملون “تعاطفا” مع حركة حماس، كما أظهر أن 26% من الفرنسيين يرون أن الحديث عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني “مفرط” مقارنة بالصراعات الكبرى الأخرى في العالم حاليأ.
وفيما يتعلق بالمسؤولية عن استمرار الصراع، يعتقد 20% من الفرنسيين أن اللوم يقع على الفلسطينيين، و22% يرون أن اللوم يقع على الإسرائيليين.
تعليقات( 0 )