أبرم المغرب والسنغال اتفاقية في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية لتبادل الخبرات والتطوير المشترك للبحث العلمي والتعليم والتكوين في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وذلك عقب مباحثات جرت بين وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، ووزير التعليم العالي والبحث والابتكار، الحاج عبد الرحمن ضيوف، يوم أمس الأربعاء في فيينا.
وفي هذا السياق أكد رشيد لزرق، خبير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في تصريح لجريدة “سفيركم” الالكترونية ان هذه الاتفاقيات -هي نموذج للتعاون جنوب-جنوب في مجال النووي-، تعزز التنمية المستدامة، في ظل الأزمة الطاقية التي يشهدها العالم والتي تحتم التحول عبر التنويع في استعمال مصادر الطاقة وتقوية الاقتصاد الوطني ضد الهزات وذلك عبر التقليل من استعمال الوقود الأحفوري وتحقيق السيادة الطاقية.
وأضاف لزرق “أساس التعاون يرمي إلى تبادل الخبرات بين الدولتين، في مجال البحث العلمي وصيانة المفاعلات النووية عبر الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، بغية توفير الطاقة بأثمنة مناسبة.”
وأوضح الخبير أن المجالات الرئيسة التي يستهدفها هذا التعاون هي المجال الصحي والفلاحي. فالمجال الصحي يوظف الطاقة النووية في التشخيص وعلاج بعض الأمراض، خاصة السرطان. أما المجال الفلاحي يرمي لتوظيف الطاقة النووية لتحسين المحاصيل الفلاحية، عن طريق الاستخدام الأمثل للمياه وتحقيق التنمية المستدامة من خلال مكافحة التلوث.
وفي هذا الصدد ذكر لزرق أنه من المحتمل أن يواجه التعاون بين المملكة والسنغال تحديات من أهمها ارتفاع التكلفة عبر التمويل المشترك للمشاريع وإقامة شراكة دولية.
وللتغلب على هذه التحديات، أكد الخبير نفسه على ضرورة الاستفادة من التجربة المغربية التي تمتلك خبرات مهمة في تطبيق المعايير الدولية للسلامة قائلا:” التعاون يمكن تحقيقه من خلال تنظيم مشترك وتوظيف الكفاءات الوطنية في كلا البلدين.”
وفي ختام كلامه قال رشيد لزرق ان التعاون المغربي-السنغالي من المتوقع ان يكون بادية لتحقيق تعاون اكبر بين دول غرب القارة الأفريقية وذلك عبر انشاء تعاون متعدد يرمي لتحقيق التنمية المستدامة في مجالات متعددة كالصحة والفلاحة والصناعة.
تعليقات( 0 )