كشف الدكتور لحسن التوبي أن مهنة التدريس معقدة وليست بسيطة كما يعتقد البعض، وأن أصحاب القرار ينظرون إليها نظرة اختزالية ويعتبرونها مجرد “شيء بسيط”.
وأوضح الدكتور الحسن التوبي، وهو باحث في علوم التربية وخبير في الهندسة التكوينية، في حوار أجرته معه جريدة “سفيركم” الإلكترونية، في إطار برنامج “حكامة“، الذي يقدمه الإعلامي جمال بندحماد، والذي يبث في القناة الرسمية للجريدة على منصة اليوتيوب، أن النظرة الاختزالية التي ينظر بها أصحاب القرار إلى مهنة التدريس تعتبر أن امتلاك الإنسان لمعرفة في تخصص الفيزياء مثلا، كفيل بأن يخول له إمكانية ممارسة هذه المهنة.
وواصل المتحدث ذاته، أن الأنظمة التكوينية في العالم أصبحت تستحضر هذا المعطى لأنه يدخل في تطوير الرأسمال البشري وفي إطار التنمية، وهو ما يفسر حرصها الشديد على تطوير أنظمتها التكوينية.
وأكد التوبي أن “الحديث عن تطوير الأنظمة التكوينية يتطلب البقاء في إطار المقاربة النسقية، وأول ملمح في هذا السياق هو مواصفات من يلج إلى هذه المهنة، فهناك فئة تختار التدريس دون أي دافعية للمهنة، بمعنى تتوجه إليها بسبب انعدام الاختيارات والبدائل الأخرى، فكثير من أغلقت في وجههم أبواب التعليم توجهوا إلى التدريس”.
ووصف التوبي اختيار هذه المهنة عن غير حب أو بسبب ظروف معينة بـ”حادثة السير التكوينية”، مستدركا: “كيف يثابر الشخص ويجتهد ويصبر في مهنة لا يحبها ولم يسبق أن خطرت على باله، وفي المقابل يمكن أن تقبل إنسانا متواضع معرفيا لكنه يحب المهنة، ما يعني أنه يمكن أن يتطور فيها”.
وذكر أنه لمس من خلال اطلاعه على أدبيات النظام التعليمي في فنلندا وفي بعض الأنظمة الأخرى، الحرص الكبير على وضع مصفاة دقيقة تتيح لهم فرز الأشخاص الذين تتناسب مؤهلاتهم مع القطاع المعني، واصفا الوضع في المغرب بـ”الطاحونة الصدئة” التي تعيد إخراج كل ما دخل إليها.
تعليقات( 0 )