رغم المسافات التي تفصلهم عن أرض الوطن، لا تغيب أجواء عيد الأضحى عن نفوس المغاربة المقيمين في سويسرا، الذين يحرصون على إحياء هذه المناسبة الدينية بطريقتهم الخاصة، راسمين ملامح العيد بما يتناسب مع واقعهم في بلاد الغربة.
ووفق ما رصدته صحيفة “سفيركم” الإلكترونية، فإنه منذ ساعات الفجر الأولى، تتوجه الجالية المغربية إلى المساجد المنتشرة في مختلف المدن السويسرية، حيث تعلو التكبيرات وتصدح القلوب بروحانية العيد، وتتحول المساجد إلى فضاءات للقاء والتقارب بين أبناء الجالية، في أجواء تسودها المحبة والطمأنينة.
وفي تصريح خصّ به “سفيركم”، أشار محمد حكيمي، إمام وخطيب جمعية منتدى الشرق بسويسرا، إلى أن هذه المناسبة تجمع أفراد الجالية حول شعيرة من أعظم شعائر الإسلام، مؤكدا أن ما ينقصهم هو دفء العيد في حضن الوطن الأم.
في المنازل، لا يختلف المشهد كثيرا عن ما هو عليه في المغرب. تبدأ التحضيرات مبكرا، وتنتشر رائحة الشاي المغربي واللحم المشوي والكبدة “بولفاف” التي تُعد طبقا أساسيا على مائدة العيد، رغم أن الظروف تختلف، فالقوانين السويسرية الصارمة التي تمنع الذبح خارج المجازر المعتمدة تدفع الكثيرين إلى احترام تلك القوانين، إما بالذبح داخل المسالخ الرسمية أو بالاكتفاء بالاحتفال الرمزي للحفاظ على الطقوس الدينية ضمن الأطر القانونية.
جواد، أحد أفراد الجالية المغربية، عبّر عن مشاعر مختلطة يعيشها المغاربة في المهجر خلال هذه المناسبة، قائلا إن الإحساس بالعيد يظل ناقصا في ظل البعد عن الوالدين والعائلة، إلا أن التجمع في المساجد رفقة الجالية يخفف من وطأة الغربة ويعيد شيئا من الدفء الروحي الذي يميز هذه المناسبة.
عيد الأضحى في سويسرا لا يُختزل فقط في أداء الشعائر الدينية، بل يتحول إلى محطة لتقوية روابط الانتماء، وتعزيز قيم التضامن والتكافل بين أبناء الجالية. وبين الفرح بالحاضر والحنين إلى الماضي، يواصل المغاربة الحفاظ على هويتهم وتقاليدهم، راسمين ملامح عيدٍ بطابع مغربي أصيل، حتى وإن كانت الأرض التي يحتفلون عليها بعيدة آلاف الكيلومترات عن وطنهم.
كريم حدادي