أعلن الحرس المدني الإسباني إغلاق مستودع صناعي في مدينة سبتة بعد اكتشاف نفق يُعتقد أنه شُيِّد لتهريب المخدرات من المغرب، في انتظار التحقيق الذي ستجريه السلطات المغربية على جانبها من المعبر.
ووفقا لوكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، فإن النفق، الذي يقع بالقرب من معبر باب سبتة، تم اكتشافه يوم الأربعاء 19 فبراير من قبل وحدة الأنفاق التابعة للحرس المدني الإسباني.
وتوجد هذه البنية التحتية في مصنع سابق للرخام ظل مغلقا لمدة لا تقل عن عامين، وقد تم إغلاقه الآن لمنع الوصول إلى داخله.
وأفادت مصادر من الحرس المدني أن عمق النفق يبلغ 12 مترا ويصل طوله إلى 50 مترا على الأقل، مع وجود عدة ممرات داخل الأراضي الإسبانية.
ويختلف عرض وارتفاع الممر حسب القسم، حيث يبلغ عرضه حوالي 40 سنتيمترا وارتفاعه 60 سنتيمترا، حسب المصادر الإسبانية.
وتواصل السلطات الإسبانية جمع الأدلة لتحديد الغرض من النفق، في إطار تحقيق مستمر.
وقد تم تطويق المنطقة بينما واصل الحرس عملهم داخل المنشأة الصناعية الواقعة في “منطقة تراخال الصناعية”، التي تضم أكثر من 100 مستودع لمختلف الأنشطة التجارية.
وتُعد هذه العملية هي المرحلة الثالثة مما يُعرف بـ”عملية هاديس”، التي انطلقت بناء على شكوى مقدمة من مكتب الادعاء العام لمكافحة الفساد في إسبانيا، ويشرف عليها القاضي ماريا تاردون من المحكمة الوطنية، ولا تزال القضية مفتوحة في انتظار تحديد الوجهة النهائية لهذا النفق.
وجاء الاكتشاف خلال عملية استهدفت تهريب الحشيش، حيث كان النفق مجهزا بإضاءة أساسية.
ووفقا لصحيفة “إل بايس” الإسبانية، كان مدخل النفق مخفيا تحت باب سري يؤدي إلى درج ينزل إلى عمق النفق.
ولم يتم العثور على أي مخدرات في الموقع، ولم تُسجَّل أي اعتقالات مباشرة مرتبطة باكتشاف هذا النفق حتى الآن.
ومع ذلك، يعتقد الحرس المدني أنه “كان يمكن استخدامه لنقل المخدرات عبر الحدود بين المغرب وإسبانيا”، إلا أن السلطات المغربية لم تعلق رسميا على الموضوع ومدى صحة التقارير التي تفيد بكون النفق يصل لباقي الأراضي المغربية ارتباطا بسبتة المحتلة.
ويأتي هذا الاكتشاف في إطار حملة موسعة على تهريب المخدرات في المنطقة، والتي أسفرت بالفعل عن اعتقال 14 شخصا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، من بينهم اثنان من ضباط الحرس المدني ونائب في جمعية سبتة يشغل منصبا في السجن وينتمي إلى حزب “الحركة من أجل الكرامة والمواطنة” (MDyC).
كما صادرت السلطات ثلاثة شاحنات تحتوي على أكثر من 6000 كيلوغرام من الحشيش، كانت مخبأة في مقصورات سرية.
وتشير الفرضيات الأولية إلى أن المخدرات كانت تُمرَّر عبر النفق ليتم تحميلها لاحقا على شاحنات تتوجه إلى ميناء الجزيرة الخضراء (قادس)، حيث يجري توزيعها في أنحاء شبه الجزيرة الإيبيرية أو تصديرها إلى الخارج.