كشف أستاذ التعليم العالي والكاتب العام السابق للنقابة الوطنية للتعليم العالي، محمد الدرويش، أن الأزمة الحقيقية في منظومة التربية هي “أزمة نموذج”، مبرزا أن هناك قطيعة بين استراتيجية الدولة وبين آليات التطبيق؛ أي المؤسسات النظامية على المستوى الوطني والجهوي والمحلي.
وأوضح محمد الدرويش وهو أستاذ التعليم العالي، وكاتب عام سابق للنقابة الوطنية للتعليم العالي، وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وكذا رئيس كل من مؤسسة فكر للثقافة والتنمية، والمرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، في حوار أجرته معه جريدة “سفيركم” الإلكترونية، في إطار برنامج “حكامة“، الذي يقدمه الإعلامي والكاتب المغربي جمال بندحمان، أن عصارة تجربته التي تفوق 30 سنة قادته إلى قناعة مفادها أن الأزمة الحقيقية في منظومة التربية هي “أزمة نموذج”، مشيرا إلى أن المسؤولين لم يجدوا بعد النموذج الذي تحتاجه المدرسة والجامعة.
وفي هذا الصدد، قال الدرويش: “وصلت إلى نتيجة بعد تجربتي المتواضعة في التعليم العالي لمدة تفوق 30 سنة، وبعد تحملي المسؤوليات النقابية والمدنية والجمعوية لمدة تفوق 25 سنة و30 سنة، أن الأزمة الحقيقية في المنظومة التربوية تكمن في كون المسؤولين لم يجيبوا بعد عن أي مدرسة نريد، بمعنى لا يوجد ’النموذج‘ لا في المدرسة ولا في الجامعة”.
وواصل المتحدث ذاته أن نفس الطرح قد عبر عنه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، الذي وصفه بأنه “رجل دولة صادق”، حين أكد في آخر ندوة صحفية له أنه ما يزال البحث قائما عن”النموذج”، حيث قال: “نفس الأمر عبر عنه شكيب بنموسى بطريقة سلسة، عندما قال ’نحن ما نزال نبحث عن النموذج لكننا لم نجده بعد‘”.
وأكد الدرويش أن نموذج المدرسة المغربية لا يمكن لأحد أن يحدد معالمه ومضمونه، لافتا إلى أن نفس الأمر ينطبق على الجامعة المغربية التي شدد على أنها لا يجب أن تكون مكانا لمن لا مكان له.
وذكر رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، أن الدولة هي من تضع الاستراتيجية العامة لمنظومة التربية، وأن الحكومات والأكاديميات والجامعات هي آليات لتصريف مقتضيات هذه الاستراتيجية، متأسفا في ذات الوقت من حقيقة وجود قطيعة بين استراتيجية الدولة وبين آليات التطبيق، أي المؤسسات النظامية وطنيا وجهويا ومحليا.
تعليقات( 0 )