وصف وزير العدل السابق والقيادي بحزب العدالة والتنمية سابقا، المصطفى الرميد من يقدم على الذبح في هذه الظروف، في إشارة لتراجع القطيع الوطني، بأنه “مواطن سيء”، وتدينه مغشوش، مضيفا “بل مريض يحتاج إلى علاج”.
وقال الرميد في تدوينة له على صفحته الرسمية بمنصة “فيسبوك”، إن أمير المؤمنين، لم يقدم على دعوة شعبه إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة، إلا بعد تفكير ملي، وتردد جلي، واستشارة واسعة، موردا أنه يعرف حق المعرفة، أن الأمر يتعلق بشعيرة مستحبة، أصبحت مع مرور الزمان عادة متمكنة مستحكمة.
ويعلم أمير المؤمنين، وفقًا لوزير العدل السابق، أن هذه الدعوة، بقدر ما سيستحسنها الكثيرون، سيُقال بشأنها ما سيُقال.
القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية، أرجع قرار الإهابة الملكية بعدم ممارسة شعيرة ذبح الأضحية إلى واجب رفع الحرج عن الناس، ودفع الضرر عنهم، من منطلق ما تقرره الشريعة الإسلامية من واجب جلب المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها، مستشهدًا بالآية الكريمة: “وما جعل عليكم في الدين من حرج”.
وتابع في تدوينته أن توالي سنوات الجفاف على المغرب أدى إلى نقصان كبير في أعداد قطيع الماشية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أثمنة اللحوم.
الرميد لم يفوّت الإشارة إلى فشل الحكومة خلال السنة الماضية في توفير الأضاحي لتخفيف أزمة غلائها، مشيرًا إلى الدعم المالي الكبير الذي استفادت منه القلة القليلة، بدون عائد واضح على أثمانها، في تلميح لما عُرف بملف “الفراقشية” والمواشي المستوردة.
وأوضح وزير العدل السابق أنه لو لم يدعُ الملك إلى عدم الإقدام على شعيرة الذبح يوم العيد، لتسابق الناس في شراء الأكباش، ولتفاحشت أثمانها، ولتضرر الفقراء والمساكين، وتقلبوا في مضاجعهم حسرة وألمًا، خاصةً منهم ذوو الأبناء الصغار، وفقًا لتعبير المتحدث.
وأشار في ذات السياق إلى أن عدد رؤوس الماشية التي تُذبح يوم العيد يتراوح بين خمسة إلى ستة ملايين رأس من الغنم، داعيًا إلى تصوّر المستوى الذي كان سيؤول إليه ثمن اللحم بعد عيد الأضحى، وهو الذي كان قد بلغ مائة وخمسين درهمًا للكيلوغرام الواحد، قبل يوم 26 فبراير، تاريخ الرسالة الملكية.
ونادى بضرورة احترام التوجيه الملكي، في ظل حرص الدولة على استيفاء كل سنن العيد ومظاهره، ما عدا الذبح، الذي سينوب بشأنه الملك أمير المؤمنين عن كافة المواطنين، موجّهًا رسالته إلى من وصفهم بـ”الغلاة المتنطعين الذين يُلبس عليهم الشيطان في مثل هذه الأحوال”.