السلطات تمنع زواج مثليين وتضامن اتحاد المسيحيين المغاربة يحدث صدعا بينهم

أحدثت واقعة منع السلطات المغربية لحفل زفاف مثليين، بين مواطن فرنسي وآخر نيوزيلندي، في أحد فنادق أوريكا بمدينة مراكش، صدعا كبيرا بين المسيحيين المغاربة، خاصة بعد إعلان رئيس اتحاد المسيحيين في المغرب عن تضامنه مع المثليين، مخلفا انتقادات واسعة بين من يعتبر أن قناعاته بعيدة كل البعد عن المجتمع المغربي وتمثله لوحده، وبين من يرفض نسب أفكاره إلى المسيحية.

وفي هذا الصدد، قال آدم الرباطي، رئيس اتحاد المسيحيين المغاربة، في مقطع فيديو نزله في قناته على اليوتيوب، أنه يتضامن مع المثليين الذين منعت السلطات المغربية زواجهم في أوريكا بمراكش، قائلا: “نؤازرهم ونقدم لهم اعتذارا باسمي وباسم جميع المناضلين الذين يحاولون إلغاء القانون رقم 489 الذي يجرم المثلية “، مؤكدا على أن اتحاد المسيحيين المغاربة يصر على أمرين أساسيين، أولهما إلغاء هذا الفصل، وثانيهما؛ تسريع تشريع قانون ضد كراهية مجتمع الميم.

واستطرد المتحدث ذاته قائلا: “من واجبنا كمناضلين وكرجال دين تجاه مجتمع الميم، أن نعطي حرية الاختيار للآخر من أجل إثبات وجوده في هذا المجتمع الذي يقابلهم بخطاب العنف والكراهية”.

وأشار الرباطي إلى أن إقبال المغرب على استضافة مجموعة من التظاهرات الدولية والمحلية والرياضية، يحتم عليه إلغاء مجموعة من القوانين، من قبيل: قانون العلاقات الرضائية، تجريم المقلية، الإفطار العلني في رمضان وغيرها.

ومن جانبها، استنكرت كنيسة آغابي بمراكش تضامن آدم الرباطي مع المثلية الجنسية، رافضة نسب قناعاته الشخصية إلى المسيحيين المغاربة، حيث قالت في بيان توصلت به جريدة “سفيركم” الإلكترونية: “باسم کنیستنا آغابي وباسم راعي الكنيسة الأخ أسامة (اسكندر)، نود أن نوضح بشكل قاطع أن المدعو آدم الرباطي، الذي نصب نفسه كمتحدث باسم المسيحيين المغاربة، لا يمثلنا شخصيًا ولا يمثل كنيستنا وآراؤه تعبر عن شخصه فقط، وليس له الحق في نسب هذه الآراء إلى المسيحيين المغاربة عامة”.

وشددت الكنيسة على أن أي أفكار يخرج بها المدعو آدم الرباطي في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاعلامية لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن جميع المسيحيين المغاربة، ولا عن كنيسة آغابي على وجه الخصوص، مبرزة أنه “ليس له الحق في أن يُعتبر صوتًا لنا ولكل المسيحيين المغاربة جميعا”.

وأكدت الكنيسة على أن مواقفه لا تتماشى مع تعاليم المسيحية، قائلة: “رأيه وموقفه لا يتوافق مع الحق الكتابي المعلن بوضوح في الشواهد التالية (اللاويين (۱۸ (۲۲) اللاويين :۲۰ (۱۳) (رومية ١ ٢٦ ، (۲۷) (۱) كورنثوس ۹:۱ (۱۰) (۱) تيموثاوس ۱ (۱۰) والتي تصف المثلية الجنسية بأنها خطيئة مثل أي خطايا أخرى، والذين يمارسونها بحاجة إلى التوبة وطلب الشفاء”.

وخلفت تصريحات آدم الرباطي جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما في المجموعات والصفحات التي تضم نسبة مهمة من المسيحيين المغاربة، حيث نشر عدد من المستخدمين تدوينات انتقدوا من خلالها تضامنه مع مجتمع الميم، معتبرين أن الأفكار التي يروج لها لا تمت بصلة لتعاليم المسيحية أو للقيم المغربية المحافظة، التي تؤمن بوجود جنسين فقط “رجل” و”امرأة”، بدونهما لا يمكن الحديث عن ما يمكن تسميته بـ”الأسرة” أو استمرار “النسل البشري”، منوهين في ذات الوقت بقرار منع السلطات المغربية لحفل زفاف المثليين، وما ينطوي على هذه الخطوة من صد للأفكار والمعتقدات الدخيلة على الثقافة المغربية.

تعليقات( 0 )