أجرى وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، اليوم الاثنين، عدد من اللقاءات مع دبلوماسيين دوليين، للتباحث في عدد من القضايا، من أبرزها الصحراء المغربية والمبادرة الملكية الأطلسية، وذلك على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وتباحث بوريطة في هذا السياق مع نظيره الالي، عبد الله ديوب، حيث نوه الوزيران بالعمق التاريخي لعلاقات الصداقة والتضامن القائمة بين البلدين. وبحثا، خلال هذا اللقاء، سبل تعزيز التعاون المغربي المالي، بما يرقى إلى تطلعات الشعبين الشقيقين وقائدي بلديهما.
واغتنم الوزير المالي هذه الفرصة ليؤكد التزام بلاده بتفعيل المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي.
وفي لقاء آخر، التقى بوريطة بوزير الشؤون الخارجية والتجارة الدولية والصناعة والتجارة والاستهلاك والتنمية الاقتصادية والاستثمار بسانت كيتس ونيفيس، دينزل لويلين دوغلاس، اليوم الاثنين بنيويورك، الذي أكد على موقف بلاده الثابت الداعم لسيادة المغرب على صحرائه وللوحدة الترابية للمملكة.
ووقع بوريطة ونظيره من سانت كيت ونيفيس، على بيان مشترك، أعربت من خلاله كل من المملكة المغربية واتحاد سانت كيتس ونيفيس عن التزامهما الكامل بتوطيد وتعزيز وتوسيع نطاق تعاونهما، معربين عن رغبتهما في إبرام خارطة طريق للتعاون (2024-2026) برسم السنوات الثلاث المقبلة.
كما أجرى وزير الخارجية المغربي، اليوم أيضا، مباحثات مع نظيره الكرواتي، غوردان غرليتش رادمان.
وفي تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، المنعقد على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال وزير الشؤون الخارجية والأوروبية الكرواتي: “نتقاسم القيم ذاتها مع المغرب، ونحن ملتزمون بالعمل معا لفائدة السلام والاستقرار”.
وأضاف غرليتش رادمان أن بلاده “تكن كامل التقدير للدور الفعال الذي يضطلع به المغرب في هذا الصدد”.
كما أجرى بوريطة أيضا مباحثات مع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، السيد جوزيب بوريل، وتمحور هذا اللقاء حول الوسائل الواجب اعتمادها من أجل إعطاء دفعة جديدة للشراكة الاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، بما يجعل منها مثالا حقيقيا ومرجعيا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، في خضم السياق الجيوسياسي الحالي.
وتجدر الإشارة إلى أن ناصر بوريطة، أبرز بنيويورك أهمية المبادرة الملكية من أجل الأطلسي، خلال اجتماع وزاري ترأسه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن.
وأكد بوريطة، خلال هذا الاجتماع المنعقد حول موضوع “الشراكة من أجل التعاون الأطلسي”، أن الاستراتيجية الملكية، التي تم إطلاقها في 2022 في إطار مسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية، تشكل مبادرة تعاون “طموحة” تهدف إلى النهوض بالسلام والاستقرار والازدهار المشترك في المنطقة الإفريقية الأطلسية.
وشدد وزير الخارجية على أن المبادرة الملكية تروم تمكين البلدان الإفريقية من تملك مسارها التنموي، مذكرا بأن الواجهة الأطلسية لإفريقيا تضم 23 بلدا و70 بالمائة من سكان القارة، وحيث تتركز 40 بالمائة من المبادلات التجارية الإفريقية.
وقال بوريطة، خلال هذا الاجتماع الذي حضره العديد من وزراء بلدان الواجهتين الأطلسيتين، إن هذا الفضاء الذي يزخر بالمؤهلات والفرص في قطاعات رئيسية، كالسياحة والموارد المعدنية، يواجه أيضا تحديات مهمة، من قبيل الإرهاب والتغير المناخي، والاستغلال المفرط للثروات البحرية.
وأشاد الوزير بـالمراحل الهامة التي قطعتها بلدان المبادرة الإفريقية بغية تعزيز إطار تعاونها”، مذكرا بإحداث مقر الأمانة العامة بالرباط، واعتماد برنامج عمل، وإنشاء منتدى لوزراء العدل.
وفي هذا الإطار، سجل أنه سيتم تنقيح مخططات عمل المجموعات الموضوعاتية الثلاث، التي تنص على اتخاذ إجراءات ملموسة في مجالات الأمن والاقتصاد الأزرق والاتصال والطاقة وتغير المناخ، خلال الاجتماع الوزاري المقبل لهذه الدول.
ورحب الوزير، في هذا السياق، بدينامية التعاون في كافة مناطق المحيط الأطلسي، في الجنوب والشمال، مشيرا إلى أن مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية، الذي يجسد الرؤية الإفريقية للتعاون في هذا الفضاء، ملتزم بتقوية الشراكة مع مبادرات أخرى من أجل منطقة أطلسية مستقرة ومزدهرة ومرنة.
وأكد بوريطة على يقين المغرب بأن شراكة متينة وتعود بالنفع المتبادل تعد ضرورية لدعم تنفيذ الأهداف المشتركة، من خلال آليات تعاون فعالة، وقل إنه “من خلال تنسيق الجهود بين مبادراتنا، التي تتسم بالتكامل، سنكون قادرين على خدمة مصالح الفضاء الأطلسي بهدف النهوض بالرخاء والاستقرار المشترك”.
من جانب آخر، أشاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بالجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتوحيد جهود بلدان الفضاء الأطلسي من جميع القارات حول أهداف مشتركة، معربا عن اقتناعه بأنه لا يمكن لأي بلد أو قارة التغلب على تحديات المحيط الأطلسي بشكل فردي، معبرا عن اعتزاز المغرب بمساهمته الفعالة في المبادرة الأمريكية، من خلال المشاركة في قيادة مجموعة العمل المعنية بتخطيط الحيز البحري، إلى جانب أنغولا وإسبانيا.
تعليقات( 0 )