قال الصحفي والكاتب والباحث في التاريخ المغربي الحديث لحسن العسبي، أن الجزائر تتمنى من اتخاذها لقرار فرض التأشيرة على المواطنين المغاربة، ردا مغربيا مماثلا، من شأنه أن يقلل حضور الجماهير الجزائرية في المغرب خلال التظاهرات الرياضية المقبلة، ما يمكن أن يقلص من فرص كشف جدار الكذب الذي تبنيه حول المغرب والصورة الزائفة التي تروج لها بين المواطنين الجزائريين.
وأوضح لحسن العسبي في تصريح قدمه لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أن الجزائر تسعى من قرارها فرض التأشيرة على المواطنين المغاربة، إلى تلقي رد مغربي مماثل، قائلا: “الغاية المضمرة التي دفعت الجزائر لاتخاذ تلك الخطوة، كما أدعي أنني أفهم العقلية الجزائرية أو مخطط حكم السلطة الحاكمة في الجزائر، هي أنها تتمنى ردا مغربيا مماثلا، وتنتظر أن يفرض التأشيرة أيضا على المواطنين الجزائريين”.
واستطرد المتحدث ذاته أن اتخاذ المغرب لخطوة مماثلة هو مبتغاها، خاصة وأن المغرب مقبل على استضافة مناسبات رياضية دولية كبيرة، في مقدمتها كأس إفريقيا في سنة 2025، إلى جانب كأس العالم في 2023، ولا سيما الفعالية الأولى المنظمة في السنة القادمة، مبرزا أنها تطمح إلى الحصول على رد فعل مغربي ستكون نتيجته هي التقليص من حجم حضور الجماهير الجزائرية إلى المغرب من أجل متابعة نهائيات كأس إفريقيا، خاصة وأن تأهل المنتخب الجزائري إلى هذه المناسبة مضمون.
وقال صاحب كتاب “غنيمة حرب” إن “حقيقة قدوم مواطنين جزائريين إلى المغرب وما سينقلونه على وسائل التواصل الاجتماعي حول حقيقة الواقع المغربي من جودة للخدمات العمومية وتطور للبنيات التحتية، وكذا المستوى التنظيمي وحجم المشاريع الاقتصادية بالبلد، سيخلق اختراقا لجدار الكذب الذي بنته الجزائر، والذي حاولت أن تقنع به المواطن الجزائري داخليا، والذي يبين أن الجزائر أفضل من المغرب، وحقيقة أن المغرب أفضل من الجزائر ستنجلي، وهي حقيقة تخيفها وتقض مضجعها”.
ولفت العسبي إلى أن قرار فرض الجزائر للتأشيرة على المواطنين المغاربة، ليس إلا محطة أخرى في سيرورة خيار السلطة الحاكمة في الجزائر، الخاصة باستمرار العداء لكل ما هو مغربي، مؤكدا أن “هذا الخيار أصبح للأسف منهجية حكم، بحيث أن السلطة الحاكمة في الجزائر ومن خلال تجييشها للرأي العام الجزائري عبر وسائل الإعلام المختلفة، وعبر مختلف المحطات، تختار في كل مرة مناسبة و تتخذ فيها قرارا تصعيديا ضد المغاربة وضد الشعب المغربي، تكون الغاية منه هي التوظيف السياسي داخل الجزائر”.
وسجل العسبي أن هذا القرار الذي يأتي مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية، والذي يعتبر أول قرار في الولاية الثانية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ينم عن تكريس الجزائر لمبدإ “الانغلاق” الذي لا يصب في صالحها، قائلا إنه “منهجية حكم ما تزال متواصلة للأسف عند جيراننا، ونتائجه لم تكن إلا ضد السلطة الجزائرية، لأنه منهج ’الإغلاق والانغلاق‘، في الوقت الذي يسير فيه العالم بأجمعه في سيرورة الانفتاح، ولا سيما حين يتعلق الأمر بالبلدان مشتركة الحدود”.
واعتبر صاحب كتاب “سيرة الدمع” أن هذا القرار هو موقف تصعيدي يندرج في إطار خطة نظام الحكم في الجزائر، التي تنهج العداء لكل ما هو مغربي، مشددا على أنه منهجية حكم لتصريف خطة سياسية داخلية، وأنه لن يهز المغرب في شيء ولن يؤثر على هذه المملكة التي تشق طريقها وتبني مستقبلها ووطنها بنجاح، بينما الجزائر مستمرة في عزلتها سواء في المحيط المغاربي والمتوسطي والإفريقي.
تعليقات( 0 )