شهد المؤتمر التاسع لحزب العدالة والتنمية، الذي انعقد يومي السبت والأحد 26و27 أبريل، إعادة انتخاب عبد الإله بنكيران لعهدة رابعة على رأس الامانة العامة للحزب، بعد تصدره لأصوات المؤتمرين ب974 صوتا، في مقابل حصول منافسه الأقرب إدريس الأزمي على 374 صوتا.
وبهذه النتيجة العريضة يكون بنكيران قد اكتسح أصوات المؤتمرين، ويكون المؤتمر قد أعاد بنكيران للواجهة، وفوض له تدبير المرحلة المقبلة من حياة الحزب، والتي ستشهد خوض غمار الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026، لمحاولة استعادة توهج “المصباح”، بعدما خفت على إثر انتكاسة انتخابات 8 شتنبر 2021.
ويتساءل مراقبون عن دواعي لجوء الحزب “الإسلامي” المغربي، إلى منح بنكيران ولاية جديدة، وما إذا كان ذلك مرتبط برهانات انتخابية، أم أن تمكين بنكيران من عهدة رابعة نتيجة لتخوف الإخوان من التغيير والتجديد، أو لغياب بدائل سياسية مجمعة وحقيقية؟.
حامي الدين: انتخاب بنكيران يعكس مكانته في الحزب ومن أجل كسب رهان 2026
قال عبد العلي حامي الدين العضو في الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إن إعادة انتخاب بنكيران لعهدة رابعة، “تعكس مكانته التي يحظى بها وسط قواعد الحزب، وأيضا اعترافاً بالعمل الذي قام به من 2021 إلى الآن، وكذا لإعطائه فرصة ثانية من أجل استكمال إعادة بناء الحزب وتأهيله رفقة أعضاء الأمانة العامة من أجل خوض الاستحقاقات الانتخابية القادمة”.
وأضاف حامي الدين في تصريح خص به موقع “سفيركم” أن “تجديد الثقة في الأستاذ عبد الإله بنكيران لولاية ثانية، بعدما تم انتخابه بطريقة سرية، وذلك على ثلاث مراحل: الترشيح، والتداول، والتصويت”.
وأوضح القيادي في حزب المصباح، “أن مرحلة الترشيح قام فيها كل عضو من أعضاء المجلس الوطني الجديد والسابق؛ بترشيح ثلاثة أسماء على الأكثر، واثنين على الأقل، من بين أعضاء المؤتمر؛ وتم الفرز وتم الاحتفاظ بالمرشحين الحاصلين على 10% على الأقل، من الأصوات المعبر عنها”.
وأفضت هذه المرحلة وفق حامي الدين، إلى “ترشيح كل من بنكيران والأزمي وبووانو والعماري وحامي الدين والمعتصم، فاعتذر كل من العماري والمعتصم وحامي الدين، فيما شهدت المرحلة الثانية تدخلات ل125 عضوا من أعضاء المجلس الوطني القديم والجديد، بحضور المرشحين، حيث استعرض المتدخلون مدى قدرة المرشحين، على تحمل مسؤولية الأمانة العامة وقيادة الحزب خلال المرحلة المقبلة”.
وشدد المتحدث على “أن عبد الإله بنكيران انتخب بطريقة ديموقراطية، بحصوله على حوالي 70% من أصوات المؤتمرين، حيث صوت كل عضو في المؤتمر الوطني بطريقة سرية، على مرشح واحد من المرشحين الثلاثة”.
محمد شقير: إقصاء للمخالفين وحضور الهاجس الانتخابي
من جانبه، قال المحلل السياسي محمد شقير “إن هناك عاملين أساسيين لعبا دورا أساسيا، في إعادة انتخاب بنكيران، يتمثل الأول في إقصاء كل القيادات التي كان في إمكانها منافسة بنكيران، وعلى رأسها وزير العدل السابق مصطفى الرميد، الذي انسحب من الحزب لظروفه الصحية من جهة، وانتقاده طريقة تسيير بنكيران لأمور الحزب”.
وأضاف شقير في تصريح لموقع “سفيركم” “أن ابتعاد وزير التجهيز السابق، عبد العزيز الرباح هو الآخر، ترك الساحة فارغة أمام بنكيران، بالإضافة إلى مقاطعة العديد من القيادات التاريخية، لحضور أشغال المؤتمر التاسع، ما ترك المجال فسيحا أمام أنصار ومريدو بنكيران كالأزمي والخلفي وغيرهم ما غلب كفتهم خلال هذا المؤتمر”.
أما العامل الثاني حسب المتحدث فهو” قرب موعد الانتخابات الذي لم يتبق أمامها إلا أقل من سنة، خاصة وأنها ستفرز ما ينعت حاليا بحكومة المونديال، وبالتالي فالحزب يراهن على شخصية بنكيران في ظل تراجعه السياسي، وعدم تعافيه من الانتكاسة الانتخابية خلال الانتخابات الماضية خاصة بعد انخفاض عدد أعضاءه إلى النصف وتجميد بعض قياداته لنشاطها الحزبي”.
واعتبر شقير أن “إعادة انتخاب بنكيران يسعى من خلالها الحزب ليرسل رسائل إلى الدولة، بأنه سيحافظ على مواقفه المعارضة، سواء لسياستها الخارجية المتعلقة باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، والتي انعكست من خلال مشاركته في مسيرات التضامن مع غزة، أو في دعوته لقيادة حماس لحضور المؤتمر، حيث نقلت كلمة أحد قياديها الذي تعذر عليه الحضور شخصيا”.
وخلص المحلل السياسي إلى أن “كلمة بنكيران التي انتقد فيها حكومة أخنوش، ناعتا إياها بالحكومة الفاشلة، تعكس رغبة بنكيران بالتركيز على خوض غمار الاستحقاقات القادمة، حيث عبر خلال كلمته بعد إعادة انتخابه بأنه انشغاله الأساسي كحزب سياسي، هو التنافس على الانتخابات التشريعية حيث قال : “إلا ما كنتو مستعدين خليوني نمشي بحالي”.