كشفت تقارير إعلامية أن السوق المغربي تحول إلى ساحة معركة، تتنافس عليها كل من روسيا وفرنسا في مجال تصدير القمح، إذ يرغبان في تعزيز حضورها بالمملكة، بالنظر إلى كونها من بين أكبر أسواق استهلاك القمح في شمال إفريقيا.
وأوضحت صحيفة “La Nouvelle Tribune” في هذا السياق، أنه مع احتدام المنافسة على السوق المغربية، نجحت روسيا في كسر الهيمنة الفرنسية على أسواق شمال إفريقيا، لتصبح بذلك المورد الرئيسي للقمح في المغرب.
وواصل المصدر ذاته أن روسيا قد صدرت إلى المغرب، خلال الفترة ما بين يوليوز ونونبر الماضيين، حوالي 700 ألف طن من القمح، متجاوزة بذلك فرنسا التي صدرت 300 ألف طن فقط.
وأضافت الصحيفة أن موسكو تسعى إلى تصدير حوالي مليون طن بين سنتي 2024 الماضية و2025 الجارية، مبرزة أن استراتيجيتها تعتمد على أسعار تنافسية وجودة عالية تلبي معايير السوق المغربية.
واستطردت أن فرنسا التي كانت تعد المورد التقليدي للسوق المغربية، بدأت تفقد حضورها فيه، لا سيما بعد انخفاض إنتاج القمح المحلي، ما أدى إلى تراجع الصادرات الفرنسية إلى المغرب.
وذكرت الصحيفة أن منظمة “Intercéréales France” قد توقعت انخفاض الصادرات الفرنسية إلى المغرب بنسبة 53.5 ٪، وهو ما يعادل 1.5 مليون طن فقط، بالمقارنة مع تصديرها لـ2.8 مليون طن في السابق.
وأشار نفس المصدر إلى أن الإنتاج الوطني، الذي تراجع في المغرب إلى 3.3 مليون طن، وأصبح يلبي فقط ثلث احتياجات المملكة، بسبب توالي سنوات الجفاف التي تعاقبت على المغرب، يلعب دورا أساسيا في توجه المغرب إلى روسيا لتلبية احتياجاته من هذه المادة الحيوية.
وخلصت الصحيفة إلى الإشارة إلى أن الاستهلاك الفردي للقمح في للمغرب يبلغ حوالي 288 كيلوجرام من القمح بشكل سنوي، مبرزة أن موسم 2024 / 2025 عرف استيراد حوالي 7.5 مليون طن من القمح، وهو نفس المعدل الذي توقعته منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”.