أفاد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، خلال لقاء تواصلي نظم بمقر المجلس، الخميس الماضي، في إطار تقديم مخرجات رأي المجلس حول موضوع “من أجل بيئة رقمية دامجة توفر الحماية الأطفال” بأن 43% من التلاميذ المغاربة، تراجع مستواهم الدراسي نتيجة الإفراط في استخدام المحتويات الرقمية.
وشكل انتشار المحتويات الرقمية بشكل كبير في صفوف الشباب، رغم ما لها من أهمية وصور إيجابية أخرى، تقويضا لمجهودات الرفع من جودة التعليم والتعلمات والمهارات لدى التلاميذ والطلبة، حيث أدى ذلك إلى تراجع في التحصيل الدراسي لذى فئات كثيرة من الشباب، كما أورد المجلس.
وفي هذا السياق، تحدث الخبير التربوي مصطفى التاج لـ”سفيركم”، معتبرا “أن الشباب اليوم يعيش صدمة التعامل مع الجديد على المستوى الرقمي”.
وأبرز أن هذا التفاعل لا يكون دوما بشكل إيجابي بل قد تكون له أوجه سلبية، ومن بينها تأثر التعاطي مع هذه المحتويات بشكل سلبي على الاهتمام بالدراسة وترتيب الأولويات والتركيز الدراسي.
ولفت الخبير التربوي إلى أن التلاميذ كانوا مرتبطين ومهتمين بالتحصيل الدراسي بشكل كبير، قبل ظهور هذه الوسائط والمحتويات.
وأضاف أنهم كانوا حتى خلال أوقات الفراغ، يمارسون أنشطة ثقافية وفنية ورياضية، كالمجلات الحائطية في المدارس والألعاب المدرسية والنوادي.
وأردف التاج أن أوقات الفراغ اليوم ملئت بالإدمان على هذه المحتويات والوسائط، وامتد هذا الإدمان ليشمل أوقات التحصيل الدراسي والعلمي، حيث يلاحظ في كثير من الأحيان، حسب المتحدث، انشغال الطلبة بالهواتف الذكية، بينما الأستاذ يلقي المحاضرة، والأمر كذلك يقع في بعض المدارس الثانوية.
وتطرق التاج في هذا الصدد كذلك إلى تقرير للمندوبية السامية للتخطيط، والتي تكشف عن كون حوالي 3 ملايين شاب مغربي ما بين 15 و 24 سنة لا يدرسون ولا يعملون، معتبرا أنهم منشغلون بهواتفهم و يستهلكون المحتويات الرقمية ومرتبطون بمنصات التواصل الإجتماعي.
ذات المتحدث أورد نتيجة دراسة أخرى اعدها المجلس الأعلى للتربية والتكوين تفيد بكون طالب فقط من أصل 8 طلبة مسجلين في سلك الدكتوراه، من يكمل بحثه ويتقدم للمناقشة العامة، فيما لا ينجح في ذلك 7 من أصل 8 مسجلين، ما يعني انه هناك انشغالات وتشتت للتركيز ، تساهم فيه هذه المحتويات الرقمية، والتي تستهلك مجمل وقته الذي كان يخصص للدراسة والتحصيل والعلمي.