تتزايد تساؤلات الأسر والفاعلين التربويين حول فحوى العرض الوطني للتخييم موسم 2025، ومدى خدمته لمصالح الطفولة المغربية مع بداية فضل الصيف من كل سنة.
وقالت زينب جعنين، الباحثة في علوم التربية، ومكونة المكونين بالجامعة الوطنية للتخييم، في هذا الباب إن وزارة الثقافة والشباب والتواصل، تنهج سياسة رامية لتعزيز الحق في الترفيه”، موردة أن المخيم بالإضافة لكونه فضاء للترفيه يعتبر من فضاءات التنشئة الاجتماعية والتنشئة المتكاملة للأطفال واليافعين.
وتابعت في تصريح خاص لمنبر “سفيركم” أن المخيم محطة سنوية هامة يتم فيها تكريس قيم المواطنة والتربية على الحياة الجماعية وتنمية المهارات الذاتية والاجتماعية لدى المستفيدين، مشيرة إلى حرص الوزارة الوصية في نسخة 2025 على تطوير الخدمات التخييمية وذلك من خلال إذكاء بوادر العرض الوطني، تحسين البنية التحتية والرفع من جودة تكوين المؤطرين، بالإضافة إلى تحديث المضامين التربوية بما يواكب تحولات المجتمع وانتظارات الأسر.
جعنين لفتت أيضا إلى توسيع قاعدة المستفيدين، مؤكدة أن عدد المستفيدين يفوق المراحل السابقة، حيث تتوقع وزارة “بنسعيد”، وفق عرضها، أن يستفيد حوالي 197 ألف شخص بشكل إجمالي من هذه الفعاليات.
وأشارت الباحثة في قضايا الطفولة والشباب لـ”سفيركم” إلى ضمان العدالة المجالية بين مختلف جهات المملكة فيما يتعلق بعدد المستفيدين، موضحة أن توزيع الحصيص بين مختلف الجمعيات بُنيَ بالاعتماد على ما تم رقنه بالبوابات الخاصة بهذه الجمعيات.
وشددت جعنين على أن المخيم بمثابة فضاء تربوي غير نظامي، وغير أكاديمي لكنه فضاء تكميلي يعزز التفاعل الاجتماعي والثقافي ويكمل دور المؤسسات التعليمية لترسيخ القيم، كما يشكل العرض الوطني للمخيمات ورشا مفتوحا للارتقاء بقدرات الجمعيات وتقوية الإدارة التربوية لهذه الأخيرة وِفقت للمتحدثة.
وأفادت أن الجامعة الوطنية للتخييم وعبر الشراكات التي عقدتها مع الفاعلين بالقطاع، قادت مشاريع مبتكرة أبرزها إدماج الحماية الذاتية والصحة الإنجابية، والتربية الجنسية، والتأسيس للمخيمات الدامجة عبر دمج الأطفال واليافعين، والأطفال في وضعية إعاقة، للتأسيس للمخيم كفضاء يجمع الجميع ولا يكرس اللامساواة والتفاوت الطبقي وعدم التوافق مع البرامج الوطنية.
وكانت قد قدمت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، نهاية شهر يناير المنصرم بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، تأصيل العرض الوطني للتخييم لموسم 2025.
وحسب العرض المقدم، يسير برنامج التخييم الوطني لهذا الموسم عبر ثماني مراحل؛ بدءا بـ “لقاءات تقوية القدرات، وجامعات الشباب، ومخيمات القرب، والتداريب التكوينية، والمخيمات القارة، وملتقيات اليافعين، والتجوال الكشفي، والمخيمات الموضوعاتية الجهوية، وصولاً إلى مراكز الاصطياف التربوية”.