تداولت الصحافة الإسبانية في الأسابيع الأخيرة، العديد من التقارير التي تتحدث عن وجود مخاوف إسبانية من عودة ترامب إلى البيت الأبيض وعلاقات الولايات المتحدة الوطيدة مع المغرب، وما يُمكن أن تُخلفه هذه العلاقات من تداعيات سلبية على إسبانيا.
وذهبت بعض الصحف الإسبانية إلى أبعد من ذلك، وأشارت إلى إمكانية أن يعمل ترامب على دعم مطالب المغرب باسترجاع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، مثلما فعل في ولايته الأولى، عندما وقع على اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء في خطوة “صدمت” البوليساريو والجزائر والعديد من الدول المرتبطة بملف الصحراء، على رأسها إسبانيا.
وتزايدت المخاوف الإسبانية أكثر في الفترة الأخيرة، بعدما انتقد ترامب مؤخرا إسبانيا بسبب ضعف إنفاقها في المجال الدفاعي داخل حلف الناتو، بالإضافة إلى أن العلاقات بين مدريد وواشنطن لا تبدو وثيقة، وقد ظهر هذا في الاتصالات الأولى التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، مع عدد من نظرائه الدوليين، من ضمنهم المغرب، دون أن يكون من بينهم وزير الخارجية الإسباني.
وفي هذا السياق المملوء بالتوجس من طرف الصحافة الإسبانية، خرج وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أمس الإثنين للإجابة على مخاوف الإسبان من “التحالف المغربي الأمريكي” بقيادة ترامب، وذلك في مقابلة تلفزية مع القناة الخامسة.
وخلال المقابلة، استبعد ألباريس أي تأثير سلبي للعلاقات الأمريكية المغربية على إسبانيا بشكل مطلق وقال “إن المغرب بلد صديق وشريك استراتيجي لإسبانيا، والولايات المتحدة الأمريكية كانت دائما حليفة تاريخيا للأوروبيين”.
وأضاف ألباريس بشأن سبتة ومليلية المحتلتين، أنهما مدينتان متكاملتان مع إسبانيا “بشكل واضح”، مستبعدا بطريقة غير مباشرة أي تهديد مغربي لهما، معتبرا بأن العلاقات المغربية الإسبانية هي جيدة، وتشير إلى ذلك العديد من المعطيات، ذكر منها التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة، وارتفاع المبادلات التجارية بين البلدين لتصل إلى 25 مليار أورو في السنة.