أبرم المغرب عقدا مع شركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية لتوريد 36 قطعة مدفعية ذاتية الدفع من طراز “أتْموس 2000″، ليحل بذلك محل مورده السابق، شركة KNDS الفرنسية، وفقا لمصادر متعددة نقلتها صحيفة “لاتريبون” الفرنسية، أمس السبت.
ةيأتي هذا القرار، حسب المصدر الفرنسي، لتصاعد التوتر بين القوات المسلحة الملكية المغربية (FAR) وشركة KNDS الفرنسية، بعد مشكلات تقنية متكررة واجهها نظام المدفعية “سيزار”، الذي طلبه المغرب لأول مرة عام 2020، وتسلم جزءا منه في 2022.
وأفادت مصادر الصحيفة الفرنسية بأن المشكلات ظهرت بعد وقت قصير من تسليم أولى وحدات “سيزار” عام 2022.
وقالت لاتريبون: “اشتكى المغاربة بسرعة من المشاكل المتكررة التي واجهتها أنظمة المدفعية التي تسلمتها القوات المسلحة الملكية”.
وعلى الرغم من الشكاوى المتعددة، كانت استجابة KNDS فرنسا بطيئة، حيث لا تزال بعض قطع المدفعية غير صالحة للتشغيل حتى الآن، تضيف الصحيفة الفرنسية.
وجاء الانتقال إلى أنظمة “أتْموس 2000” الإسرائيلية، المثبتة على شاحنات “تاترا” التشيكية، بناء على عوامل تقنية وتجارية، وأوضحت لاتريبون قائلة، “كان المغاربة يتوقعون لفتة تجارية من الفرنسيين، لكنها لم تأتِ أبدا”.
واعتبرت أن هذا الوضع فتح المجال أمام “إلبيت سيستمز” لتقديم “أتْموس 2000” كبديل.
ولم يقتصر التأثير على KNDS فرنسا فحسب، بل امتد أيضًا إلى شركتها الفرعية “أركوس”، التي كانت تأمل في تأمين عقد لتوفير مركبات مرافقة للقوات المسلحة الملكية المغربية في إطار تحديث قدراتها.
ويعد نظام “أتْموس” (Autonomous Truck Mounted Howitzer System) منصة مدفعية متقدمة تتضمن نظاما مدفعيا عيار 155 ملم مركبا على هيكل شاحنة 6×6 أو 8×8.
ويتميز النظام بكابينة مدرعة تستوعب ما بين فردين إلى ستة أفراد، بمن فيهم السائق والقائد وما يصل إلى أربعة جنود مدفعية مع معداتهم الشخصية.
وبمدى يتجاوز 40 كيلومترا باستخدام قذائف ERFB-BB، يعتمد النظام على قدرة “إطلاق وانسحاب” سريعة، مدعومة بجناح إلكتروني متكامل ونظام تحميل أوتوماتيكي لتقليل عبء العمل على الطاقم.
كما تتضمن المنصة سعة تخزين لا تقل عن 18 قذيفة مع شحناتها الدافعة وصواعقها، وهو متوافق مع جميع ذخائر 155 ملم القياسية لحلف الناتو.
ووفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، أصبحت إسرائيل ثالث أكبر مورد أسلحة للمغرب، حيث تمثل 11% من إجمالي وارداته العسكرية.