يشكل التخلص من الكربون أحد أهم التحديات في العالم وأفريقيا خاصة بالنسبة للموانئ وشركات الرحلات البحرية التجارية والسياحية، إذ يعتبر المغرب من طليعة البلدان الأفريقية الساعية للدفع قدما نحو الوصول لموانئ خالية من الكربون.
ونظمت One Africa Forum في هذا الصدد، مؤتمرًا عبر الانترنت، نهاية الأسبوع المنصرم، بعنوان “تخليص الموانئ: هل أفريقيا مستعدة؟” شارك فيه بعض الخبراء والمسؤولين رؤاهم حول هذا الهدف.
وإذا كان هناك شيء مشترك بين جميع المشاركين، فهو الاعتقاد بأن المغرب هو القوة الدافعة وراء هذا المشروع للتخلص من الكربون؛ وأكد هذه الفكرة، نور الدين العلوي، مدير الطاقة والمياه والبيئة والتواصل في ميناء طنجة المتوسط.
وأبرز العلوي أن هذا المعطى بدأ المغرب في تنفيذه وتطويره بالفعل، بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى بعض الموارد التي يمكن استخدامها لتحقيق هذا الهدف مثل الميثانول.
ووافق جوزيف نغوين نتيب، مدير التحليل والتوقع والتعاون في ميناء دوالا المستقل، العلوي، قائلا إن القارة مستعدة لتحقيق التخلص من الكربون، مستطردا بضرورة الاستعداد لهذه العملية وتنفيذ سياسات تنموية اقتصادية وقانونية متطورة، وجمع الوسائل اللازمة للقيام بذلك بفعالية.
من جانبه شدد بعض المشاركين في الحدث، مثل أسان سار، المسؤول عن مشاريع QHSE، وحدة الجودة والأمان والصحة والبيئة في سلطة ميناء داكار، على المشكلة التي يشكلها تلوث الهواء. مؤكدا أنه ينبغي على الدول التعاون بنشاط مع الموانئ لمواجهة هذا التحدي مقترحا تنفيذ خطة عمل ضد الغازات التي ستسمح بتقليل انبعاثات الغازات الملوثة.
وتعتبر فكرة توحيد الجهود بين الحكومات الإقليمية والسلطات المينائية أمرا أساسيا لتحقيق هدف معقد مثل تخليص الموانئ من الكربون، وفق أكاني إديكو ريتشارد، رئيس المسؤولية الاجتماعية والبيئية في ميناء كوتونو المستقل، الذي أكد ضرورة إقناع المشاركين بالانضمام وتنفيذ ممارسة جيدة لتحقيق الأهداف المقترحة.
ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من العقبات لتحقيق الاستبدال الكامل للوقود الأحفوري بالطاقات المتجددة، الفارق في السعر بينهما أحد العوامل التي تعيق الاستبدال، حيث تظهر العديد من الإدارات تحفظات في الاعتماد على الطاقات المتجددة إذا كان التغيير يعني زيادة في التكاليف. لهذا السبب، يقترح البعض زيادة الضرائب على الفحم كتدبير يعزز من تنافسية التكاليف بين النوعين من الطاقة.
وكان ميناء طنجة المتوسط، في ذات السياق، شهد بحر الأسبوع المنصرم، وصول سفينة ANE MAERSK، التي تعتبر أول سفينة حاويات ضخمة تعمل بالميثانول في العالم، في خطوة مهمة نحو تعزيز الاستدامة في صناعة الشحن البحري.
وفي ذات الإطار، قال خوان كارلوس دياز لورينزو، الصحفي والكاتب والمؤرخ البحري الإسباني أن رسوّ سفينة “ANE MAERSK” في ميناء طنجة المتوسط يُمثّل اعترافًا صريحًا من شركة Maersk العملاقة بأهمية النشاط البحري الدولي للمغرب.
وأبرز لورينزو أن اختيارها لميناء طنجة المتوسط كأول محطة لِسفينة “ANE MAERSK” يُؤكّد على ثقتها في البنية التحتية والخدمات التي يوفرها الميناء.
ويُشير ذلك أيضًا، وفق المؤرخ البحري الإسباني، إلى أنّ المغرب يُصبح مركزًا هامًا للنشاط البحري الدولي.
وأكد أنه يُمكن اعتبار هذا الخبر إنجازًا هامًا للمغرب، حيث يُؤكّد على مكانته المتنامية كِمركز تجاري ولوجستي في منطقة البحر المتوسط.
ويأتي استخدام الميثانول وقودا لسفن الحاويات بعدة فوائد، منها تقليل انبعاثات الغازات المسببة في الاحتباس الحراري، ويعتبر وقودًا نظيفًا وفعالًا يساهم في حماية البيئة.
تعليقات( 0 )