حاز الكاتب المغربي محمد النظام، على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة صنف الدراسات لسنة 2025، المقدّمة من “المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق”، يوم أمس السبت 26 أبريل خلال حفل نُظّم ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
ويحمل الكتاب الذي خول له الفوز بالجائزة عنوان “الرحالون المغاربة وفرنسا في عصر الحماية مستويات التقاطع والاختلاف”.
وأفاد الفائز أنه حاول في مؤلفه مقاربة موضوع الأنا والآخر، من خلال تمثلات الرحالين المغاربة حول فَرَنْسَا خلال فترة الحماية، موردا أن الرحالين المغاربة خلال فترة الحماية استطاعوا أن ينظروا إلى الآخر وتحديدا فرنسا، انطلاقا مما تمليه المنفعة، سواء أكانت هذه المنفعة مرتبطة بذواتهم أو بوطنهم؛ ومن ثمة، فإن تمثلهم للآخر استند إلى هذا الاعتبار دون غيره.
وتابع في تصريح خاص لصحيفة “سفيركم” الإلكترونية، أن مختلف التمثلات السلبية التي كانت سائدة لدى رحَّالِي القرن التاسع عشر وما قبله، قد تلاشت بشكل واضح في النصوص الرحلية التي خلفها رحَّالُو عهد الحماية، مردفا أنه قد “حلت محلها عبارات الإطراء والإشادة والترحاب، بل وحتى التعاون مع الآخر الذي بات يسيطر على البلاد والعباد”.
وقال الكاتب المغربي، إنه توصل في كتابه إلى أن جزءًا من الرحالين ترسخ لديهم فعلا اقتناعٌ بالدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه الاستعمار، مهما بلغت قساوته ومهما تعددت سلبياته، معتبرين أنه في حالة المغرب أصبح أمرا واقعا بعد سنة 1912م، وبذلك وجبت الاستفادة منه على نحو ما لترقية أحوال البلاد بحسب رأي هؤلاء الرحالين.
وكان من أبرز الذين تبنوا هذا الرأي ودافعوا عنه بكل جرأة محمد بن الحسن الحجوي، الذي بدت له إيجابيات النظام الجديد في عدة مجالات مثل: التعليم والاقتصاد والبنيات التحتية واستصلاح الأراضي الزراعية وإدخال المكننة في الإنتاج، وِفقا للمتحدث ذاته.
وتوج المركز من المغاربة كلا من عبد الهادي الكديوي، ومحمد النظام، ومحمد الأندلسي، وعبد الرحمن التمارة، وحرية الريفي، وعبد العزيز جدير، ومحمد محمد الخطابي.
ومُنِحت الجائزة البارزة عربيا منذ عقدين كذلك لكل من المصرييْن محمد سالم عبادة، وطه الشاذلي علي، واللبناني عيسى مخلوف، والأردني عصام محمد الشحادات، والسعودي مشعان المشعان.