انتقد الفنان عبد الحق الزروالي تفاعل الفنان رشيد الوالي مع تصريحات عبد الإله بن كيران، متسائلا عن أحقيته في توجيه النصيحة لزعيم سياسي، متهما بعض الجهات بتحريض الفنانين على الأحزاب الإسلامية، وفي المقابل شدد رشيد الوالي على أن “تعليقه ليس هجوما بل دفاعا عن كرامة شعب”، مؤكدا أن الكرامة لا تُشترى، وأن الفنان الحقيقي لا يصفق للسلطة بل يصطف إلى جانب الإنسان.
وأبدى عبد الحق الزروالي في حوار أجراه معه موقع “سفيركم” الإلكتروني، على هامش مشاركته في ندوة علمية بمراكش حول موضوع سرطان البروستات لدى الرجال، تحفظه على تفاعل رشيد الوالي مع الخرجة الإعلامية لعبد الإله بن كيران، التي وصف فيها فئة من المغاربة الذين يرفعون شعار “تازة قبل غزة” بـ”الحمير” و”الميكروبات”.
وقال الزروالي: “من هو رشيد الوالي؟ أنا لا أدخل في مثل هذه المزايدات، وما دخل رشيد الوالي في بن كيران؟ وهل بن كيران يقول له إن هذا المسلسل أو الفيلم غير جيد؟، أو إنه لم يكن موفقا في مسرحية من المسرحيات؟ ومن هو حتى ينصح بن كيران ويقول له إنه لم يكن عليه استخدام ذلك الوصف؟ وإلا سنسقط في ‘الݣرون فالتليس'”.
واتهم الزروالي بعض الأشخاص بتحريض الفنانين ضد الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، قائلا: “هناك من يحرض المشتغلين في الميدان الفني ضد الأحزاب ذات المرجعية الدينية والإسلامية، من أجل خلق نوع من الصراع والتناطح بينهم. وهل سبق لأحد أن تدخل فيه وقال له: لماذا قلت هذا؟ أو أديت ذلك المشهد؟ اتركه وابتعد عنه فهو يعرف ما يقوم به، ولا تتلذذ بعقدة الصدام مع هؤلاء الناس”.
وبدوره، شدد الفنان رشيد الوالي في تصريح قدمه لموقع “سفيركم” الإلكتروني، على أن تعليقه على ما قاله بن كيران لم يكن “هجوما” على شخص، بل دفاعا عن كرامة شعب لا يستحق أن يُوصف بالميكروبات أو الحمير، مهما كانت الخلفيات أو الخلافات، مؤكدا على ضرورة الارتقاء بالخطاب وعدم تبرير التجريح باسم “السياسة” أو “الزعامة”.
وأردف الوالي قائلا: “أما بخصوص الفنان والمبدع المسرحي عبد الحق الزروالي، الذي لمح إلى أن هناك فنانون تم شرائهم من طرف أحزاب أخرى، فأقول له باحترام: الفن علمني أن أكون حرا، والكرامة لا تُشترى ولا تُباع. مواقفي لا تُكتب في دفاتر الأحزاب، بل تنبع من ضمير فنان يرى أن الكلمة مسؤولية، وأن الصمت في بعض اللحظات يُعتبر خيانة للأخلاق قبل أن يكون حيادا” .
وخلص رشيد الوالي بالتأكيد على أن الفنان الحقيقي هو من يصطف إلى جانب القيم والناس لا المصالح والنفوذ، وأنه ليس أداة لتلميع السياسات، بل صوتا للضمير الإنساني، قائلا: “إذا كان التعبير عن رأيي بأدب وهدوء يُزعج البعض، فهذه مشكلتهم، الفنان الحقيقي لا يصفق للسلطة، بل يقف مع الإنسان” .