في خضم الجدل حول تطبيقات النقل.. فتاة توثق تلقيها كلاما بذيئا من سائق سيارة أجرة

وثقت ناشطة على منصة التواصل الاجتماعي “إنستغرام” بمدينة الرباط، واقعة تعرضت خلالها للسب بكلام بذيئ، وصفته بـ”سوء معاملة” تلقتها من سائق سيارة أجرة من الصنف الأول بعد أن أصرت على استكمال الرحلة إلى وجهتها وفق الاتفاق الذي جرى بينهما عند ركوبها قبل أن يغير السائق  رأيه ويرفض إنهاء الرحلة، حسب قولها.

وقالت المشتكية في وصفها للحادث، بعد نشرها فيديو على حسابها بـ”إنستغرام” إنها وقبل أن تركب سألت السائق عن الوجهة التي تريد الذهاب إليها ليجيبها بالإيجاب، لكنه وفق روايتها، وبسبب عدم وصول باقي الركاب إلى تلك الوجهة أراد التوقف في منتصف الرحلة وتركها في نصف الطريق وهو الأمر الذي رفضته.

وأضافت صاحبة الفيديو أن إصرارها على موقفها وطلبها استكمال الرحلة حسب ما تم الاتفاق عليه بادئ الأمر، جعل سائق سيارة الأجرة يدخل في حالة غضب وبدء في التلفظ في كلام بذيء وثقته المشتكية في الفيديو المنشور مشيرة إلى أنه كاد يتسبب بحادث سير بعد الذي وقع.

وتأتي هذه الواقعة بعد ساعات فقط من تصريح وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، الذي أشار فيه إلى أنه لا يمكن تقنين النقل باستعمال التطبيقات بالمغرب، إلا “حينما يستعد المتدخلين في النقل الجماعي من سيارات أجرة وحافلات لاستقبال هذا الصنف الجديد من النقل”.

وأضاف عبد الجليل، في ندوة صحافية أعقبت المجلس الحكومي، الخميس، أن “منظومة النقل بالمغرب لها خصوصيات”، مشيرا إلى أن “سيارات الاجرة الصنف الكبير والصغير تقوم بعمل جد مهم بالنسبة للمواطنين المغاربة.”

وتزامنت الواقعة مع تعالي الأصوات المجتمعية وخاصة الشبابية منها في المغرب إلى تفضيل متزايد لاستخدام تطبيقات النقل عن الاعتماد على سيارات الأجرة التقليدية.

وتدعو هذه الأصوات، خصوصا عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى تقنين استخدام هذه التطبيقات على غرار جل دول العالم، بسبب ما يصفونه بالراحة والسهولة التي توفرها، بالإضافة إلى المعايير الأمنية والجودة التي تعتمدها.

وتأتي هذه النتائج في ظل مشاكل متزايدة بين المواطنين وسائقي سيارات الأجرة التقليدية، كما وقع مع صاحبة الفيديو، حيث تشمل التصرفات السلبية مثل رفض إركاب الزبناء أو تحديد الأسعار بشكل غير عادل، فضلا عن وقوفهم في وجه مستعملي التطبيقات سواء كانوا سائقين أو زبناء ولجوءهم للعنف ضدهم في أحيان عديدة، الأمر الذي تعكسه نتائج الإستطلاع، ما يشير إلى عزم المجتمع على دعم التغيير نحو أساليب أكثر شفافية واحترافية في قطاع النقل.

وتبرز بين الفينة والأخرى وقائع وحوادث تظهر مدى الصراع القائم بين سائقي النقل عبر التطبيقات ونظرائهم عبر سيارات الأجرة بفئتيها، آخرها كان في الأسابيع الأخيرة بالدار البيضاء، حين تعرض سائق يشتغل بتطبيق روسي للنقل معروف بالمغرب، لمضايقات وهجوم وصف بالخطير من قبل أصحاب “الطاكسيات الحمراء”.

ووثق مقطع فيديو انتشر حينها، حصار سائقي سيارات الأجرة من الصنف الصغير للسائق عبر التطبيق، وقاموا بتهشيم زجاج سيارته الأمامي، كما حاولوا “اعتقاله” من داخل السيارة والاعتداء عليه، فيما كانت سيدة برفقته تصرخ طالبة المساعدة.

وتعليقا لها حول الحادثة، أبرزت ولاية أمن الدار البيضاء في بيان لها بعد انتشار الفيديو، “أن الأمر يتعلق بقضية زجرية عالجتها مصالح الأمن الوطني بالدار البيضاء، متعلقة بنزاع بين سائق سيارة أجرة وشخص يتعاطى لنقل الركاب بدون رخصة”.

وأضاف البيان، أن “الخلاف تطور إلى صدم هذا الأخير لسائق سيارة الأجرة الذي ألحق بدوره خسائر مادية بالواقي الزجاجي للسيارة، قبل أن يمكن التدخل الفوري لدوريات الشرطة من ضبط الاثنين”.

وكان الناطق باسم الحكومة المغربية، مصطفى بيتاس، أشار يوليوز الماضي إلى أن وزارة النقل واللوجستيك ستطلق دراسة لتشريح جميع الجوانب المتعقلة بالنقل عبر التطبيقات.

وأفاد المسؤول الحكومي، أنه بناء على نتائج هذه الدراسة سيتم تحديد الإطار التنظيمي لهذه الأنماط الجديدة للنقل في المغرب.

دارسة جدد وزير النقل واللوجستيك الحديث عنها الخميس الماضي، مشيرا إلى أن وزارته تعمل لإطلاق دراسة متعلقة بوضع تصور مستقبلي للتنقلات على مستوى المملكة ككل، وضمن القضايا المطروحة، هو كيفية التعامل مع هذه الطرق الجديدة للتنقل، ولاسيما داخل المدار الحضري.

مقالات ذات صلة

وهبي: المحاماة في المغرب شهدت عدة أزمات والمهنة تتربص بها منافسة قوية

وهبي: المحاماة في المغرب شهدت عدة أزمات والمهنة تتربص بها منافسة قوية

المتقاعدون يعودون للاحتجاج أمام البرلمان

التلقيح ضد الإنفلوانزا الموسمية.. حمضي ل"سفيركم": قد تكون مميتة وحان وقت التطعيم

الإنفلونزا الموسمية: بين الوقاية بالتطعيم وخطر المضاعفات القاتلة

الحنصالي: التعليم الخصوصي استثمار في الإنسان وفي الرأسمال البشري وليس في الأموال

الشافعي: أثمنة اللحوم لن تنخفض مباشرة بعد الاستيراد وعلى الحكومة تسقيف الأسعار

جدل تدريس الأساتذة بالقطاع الخاص.. السحيمي لـ”سفيركم”: الأمر ليس مستجدا

الشامي: 86 في المائة من المغاربة مدمجون في التأمين الإجباري عن المرض

المغرب يحقق تقدما في مؤشر الأداء المناخي ويواصل ريادته في مجال الحياد الكربوني

فرض ضريبة 30% على “المؤثرين”: محامي يكشف التحديات الجديدة في القطاع

تعليقات( 0 )