يخلد المغرب كباقي دول العالم، اليوم العالمي للسكري، في 14 نونبر من كل سنة، وهو مناسبة مهمة للتوعية بأهمية الخضوع للفحص ،والتحسيس بمخاطره الوخيمة على صحة الإنسان، خاصة وأن البلاد تسجل أرقاما مهولة من حيث حالات الإصابة.
وأطلقت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ابتداء من اليوم ولمدة ثلاث أسابيع، حملة وطنية للكشف عن داء السكري، تشمل مختلف مؤسسات الرعاية الصحية الأولية بالمغرب.
وتروم هذه الحملة الصحية التي أطلقتها الوزارة، الكشف عن عوامل الأخطار المرتفعة لدى الأشخاص المتعلقة بالإصابة بالسكري، تحت شعار “التوعية لحماية المستقبل”.
وتسعى هذه الحملة التي تمتد لثلاث أسابيع من اليوم العالمي للسكري، إلى تعبئة جميع المتدخلين والشركاء، ناهيك عن مهنيي الصحة والمجتمع المدني، وكذا جميع الشركاء للتحسيس ومكافحة داء السكري ومضاعفاته.
وكانت منظمة الاتحاد الدولي للسكري “IDF”، التي تشمل أزيد من 230 جمعية وطنية لمرض السكري، في أكثر من 160 دولة وإقليم، قد أصدرت النسخة العاشرة، من تقرير يحمل عنوان “أطلس مرض السكري”، والذي يرصد الزيادة العالمية الكبيرة في انتشار مرض السكري.
وأكد التقرير الذي نشرته السنة الماضية بمناسبة اليوم العالمي للسكري، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تسجل أرقاما مهولة ومعدلات مرتفعة من حيث الانتشار الإقليمي للمرض، البالغة نسبته 16.2 بالمئة، كما تضم المنطقة ثاني أعلى زيادة متوقعة بـ86 بالمئة في عدد المصابين بمرض السكري، متوقعة أن يصل عدد الحالات في أفق سنة 2045، إلى ما مجموعه 136 مليونا.
وحسب الإحصاءات الواردة في التقرير، فقد جاءت مصر في المرتبة الأولى من بين الدول العربية، التي تسجل أعلى معدل إصابة بداء السكري، بـ20.9 بالمئة، وذلك عند الفئة التي يتراوح عمرها بين 20 و79 سنة، فيما جاء المغرب في المرتبة الثالثة، من حيث معدلات الإصابة المسجلة لدى نفس الفئة، والبالغة 2.3 مليون إصابة.
وتشير مجموعة من التقارير، إلى أن المغرب يسجل أرقاما مرتفعة في أعداد الإصابات بداء السكري، حيث تبلغ في صفوف الأطفال أزيد من 25000 طفل، بالإضافة إلى أزيد من 2.7 مليون شخص بالغ، فيما تبقى نسبة 50 بالمئة المتبقية دون تشخيص، كما أن 2.2 مليون مغربي يعتبرون في مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري.
وسبق لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أن أفادت في جوابها على سؤال كتابي، حول تعزيز الحماية من الأمراض غير المعدية، في شهر دجنبر من السنة الماضية، أن أمراض السرطان والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي المزمن، تتسبب في 80 بالمئة من مجموع الوفيات بالمغرب.
وكشفت الوزارة أن نتائج المسح الوطني الذي قامت به لدى الساكنة التي يفوق سنها 18 سنة، حول عوامل الاختطار المشتركة للأمراض غير السارية، خلال الفترة بين سنتي 2017 و2018، أسفرت عن تسجيل أرقام مهمة في الإصابات بداء السكري والبالغة 10.6 بالمئة.
وجدير بالذكر أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تتكفل بأزيد من 1,200,000 مريض بالسكري، في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية.