انطلقت اليوم ببوزنيقة أشغال المؤتمر الوطني الرابع عشر للجمعية، بحضور 440 مؤتمِرًا ومؤتمِرة يمثلون فروع الجمعية، إلى جانب شخصيات وضيوف يمثلون منظمات وجمعيات من الحركة الحقوقية، والتنظيمات السياسية الصديقة للجمعية، بالإضافة إلى ضيوف من منظمات حقوقية عربية ودولية.
وفي كلمة ألقاها باسم المكتب المركزي للجمعية، قال عزيز غالي، الرئيس المنتهية ولايته، إن الجمعية تسجل استمرار تدهور وتراجع وضعية حقوق الإنسان والحريات في المغرب، مشيرًا إلى تواصل محاكمة واعتقال المدافعين عن حقوق الإنسان، والصحافيين، والمدوِّنين، والنشطاء المناهضين للتطبيع والاختراق الصهيوني في البلاد.
واستعرض رئيس الجمعية حصيلة عمل الجمعية في مجال الحقوق المدنية والسياسية، وكذلك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى التراجعات التي يسجلها المغرب في مجال العيش الكريم، ومستحضرا أوضاع الساكنة المتضررة من زلزال الحوز، إلى جانب المناطق التي تشهد حراكات اجتماعية مختلفة، كحراك الماء بفكيك وغيرها. ولم يفوّت المسؤول الحقوقي الدعوة إلى إطلاق سراح معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين، وفي مقدمتهم معتقلو حراك الريف والمعتقلون على خلفية الحركات الاجتماعية، مشددًا على ضرورة توجه الدولة إلى طيّ صفحة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي، حسب عزيز غالي، ما زالت مستمرة بل بشكل أكبر في السنوات الأخيرة.
وأشار غالي إلى ما تتعرض له المنظمات الحقوقية، وعلى رأسها الجمعية، من تضييق وحصار من قبل وزارة الداخلية، عبر رفض منح التراخيص ووصولات الإيداع رغم استيفاء الشروط القانونية، إلى جانب المنع من تنظيم الأنشطة في القاعات والفضاءات العمومية، معتبراً أن هذه الممارسات تشكّل مؤشرات على النهج القمعي للدولة تجاه الأصوات الحقوقية الجادة.
وعلى وقع شعارات “عاش الشعب” و”حقوقي وراسي مرفوع، ما مشري ما مبيوع”، وزغاريد نساء الجمعية، افتتحت إحدى أكبر المنظمات الحقوقية المغربية مؤتمرها الوطني الرابع عشر في بوزنيقة، الذي يمتد لثلاثة أيام ويشهد انتخاب قيادة جديدة للجمعية، في ظل غياب تأكيد رسمي للأسماء المرشحة لخلافة غالي، وسط حديث عن تباين في المواقف بشأن الأسماء المطروحة في الكواليس.
وفي هذا السياق، وجّه موقع “سفيركم” سؤالًا إلى عضوة المكتب المركزي والمحامية سعاد البراهمة حول ما يُتداول بشأن دفع حزب النهج الديمقراطي بها لتولي رئاسة الجمعية، فأجابت بأن هذه الأخبار مجرد شائعات تتكرر في كل مؤتمر للجمعية.
وشددت البراهمة في تصريحها لـ”سفيركم”، على أن الترشح للمسؤولية حق مكفول لكل المناضلات والمناضلين، مضيفة أن الحديث عن دعم حزب النهج الديمقراطي لها لا يعدو كونه إشاعات، مشيرة إلى أن مثل هذه الادعاءات راجت حولها في مؤتمرات سابقة رغم غيابها عنها.
من جانبها، أكدت خديجة الرياضي أن مؤتمر الجمعية هو الذي سيحسم بشكل ديمقراطي في الأجهزة القيادية من حيث الترشيح والانتخاب، مشددة على أن جميع المؤتمرين سيُدلون بأصواتهم بحرية وديمقراطية في تحديد مستقبل الجمعية، سواء على مستوى المقررات أو الأجهزة المسيرة، بما في ذلك المكتب المركزي واللجنة الإدارية.
وكشفت الرياضي في تصريح لموقع “سفيركم” أن الجمعية تُعد من أبرز المنظمات الحقوقية التي تحرص على الديمقراطية الداخلية، سواء من خلال انتظام مؤتمراتها كل أربع سنوات، أو عبر تداول المسؤوليات، حيث لا يُسمح للرئيس بتولي أكثر من ولايتين، ولا لعضو المكتب المركزي بأكثر من ثلاث ولايات فيه، وأربع في اللجنة الإدارية، وذلك لفتح المجال أمام الطاقات والكفاءات الجديدة التي تزخر بها الجمعية، على حد قولها.
وشهدت الجلسة الافتتاحية تكريم عدد من الشخصيات الحقوقية التي قدمت مساهمات بارزة في مجال حقوق الإنسان بالمغرب، كما تم تكريم بعض مناضلي وأطر الحركات الاجتماعية، من بينها تنسيقية متضرري زلزال الأطلس الكبير والحوز، وتنسيقية حراك فكيك، إلى جانب عدد من الفعاليات الأخرى.