سقط نظام الأسد بعد أن أمضى ربع قرن في السلطة في سوريا، لينتهي برحيله نظام حزب البعث الذي ينتمي إلى منظومة سياسية تعود لأواسط القرن العشرين، وبرزت على الساحة الآن تحولات جديدة وتغيرات تفرض نفسها في سياق إقليمي ودولي مشتعل، مع تأثيرات تمتد إلى حلفائه، وأبرزهم روسيا والجزائر.
روسيا: تحولات في الأولويات الاستراتيجية
أفاد أستاذ القانون الدولي خالد الشيات في تصريح خاص لمنبر”سفيركم”، أن روسيا أصبحت لها توجهات جديدة مع صعود ترامب للسلطة، حيث يبدو أن موسكو اختارت الحفاظ على مصالحها في ظل أوضاع دولية مضطربة، أبرزها الحرب في أوكرانيا.
وتعكس هذه التحولات أولوية الكرملين في التركيز على ملفات أقرب إلى حدودها الجغرافية بدلا من دعم أنظمة حليفة أضعفها نظام بشار الأسد الذي بات يشكل عبئا سياسيا واقتصاديا.
ويُنظر إلى هذا التخلي الروسي عن نظام الأسد كصفقة محتملة لإيقاف النزاع في أوكرانيا وضمان استمرار السيطرة الروسية على المناطق الشرقية إلى حين إيجاد صيغة للحل حسب تعبير الشيات.
الجزائر: هشاشة التحالف مع روسيا
اعتمدت الجزائر ولسنوات طويلة على روسيا كحليف استراتيجي، خصوصا في سياق علاقاتها المتوترة مع المغرب.
واعتبر أستاذ العلاقات الدولية في حديثة لـ”سفيركم”، أن انهيار نظام الأسد وهشاشة الدعم الروسي له يعكسان مدى اعتماد الجزائر على حلفاء قد لا يمتلكون القدرة أو الرغبة في تقديم الدعم الحاسم، قائلا:”لا أعتقد أنه أمر جديد على الجزائر التي تضع غالبا بيضها في سلال مثقوبة كما حدث مع نظام بشار الأسد”.
وتابع أن العلاقات الجزائرية الروسية شهدت مؤخرا تناقضات عدة، خاصة في ما يتعلق بالرؤى الاستراتيجية والمواقف الروسية من قضايا إقليمية مثل التدخل في إفريقيا ودعم بعض الحركات الانفصالية بمالي والنيجر، مضيفا أنه وعلى الرغم من ذلك، لم تظهر روسيا بوادر واضحة لمعاداة المصالح المغربية، بخلاف إيران وحزب الله، اللذين دعما بشكل مباشر كيانات معادية للمغرب، مثل البوليساريو.
تحديات الجزائر في ظل التحولات الإقليمية
في ظل فقدانها للدعم الروسي القوي، ستواجه الجزائر خيارات محدودة على الصعيد الدبلوماسي والاستراتيجي، كما سيؤثر هذا الحدث على المحيط الداعم لها ضد المغرب.
وأوضح الشيات في تتمة تصريحه لـ”سفيركم”، أن الجزائر تحاول تعويض هذا الفراغ بخلق نجاحات مزيفة، وتعزيز علاقاتها مع دول مثل جنوب إفريقيا، مبرزا أن هذه التحركات قد لا تكون كافية للحفاظ على موقعها ضمن النسق الدولي الجديد.