شهدت العلاقات المغربية الفرنسية، خلال الآونة الأخيرة مستجدات من شأنها إعادة الدفء إلى الرابط السياسي والدبلوماسي بين الرباط وباريس، بعد ظهور مؤشرات على مستوى تحركات مسؤولي البلدين.
ووفق الصحافة الفرنسية، فإن باريس عبرت عن استعدادها للاستثمار إلى جانب الرباط في الصحراء المغربية، في خطوة أولى ضمن مسار إعادة الدفء إلى علاقات البلدين الدبلوماسية، وذلك خلال زيارة قام بها وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستر للمغرب.
وأوضح المصدر ذاته أن ذلك “يأتي في سياق دبلوماسي معقد، إذ تطالب المملكة بالاعتراف بسيادتها على الصحراء باعتبار ذلك مسألة محورية في أي مصالحة شاملة مع فرنسا”.
وذكر المصدر ذاته، أن “المغرب يستعد لاستضافة وزيري الاقتصاد برونو لومير والزراعة مارك فينو قبل نهاية الشهر الحالي”.
وفي سياق متصل، أكد مصدر دبلوماسي فرنسي ل”فرانس 24″ أن الهدف الأساسي من زيارة ريستير كان “تجديد الحوار الاقتصادي” بعد أعوام من التجاذب على خلفية ملف الصحراء”.
واعتبر المصدر الدبلوماسي أن “المغرب هو شريك مثير للاهتمام لفرنسا” من هذه الزاوية، ويتيح لها القدرة على التمتع بقاعدة خلفية صلبة في بلاد ركزت خلال الأعوام الماضية على تعزيز الانتاج الصناعي، خصوصا في مجال الطيران والسيارات”.
ووقع المغرب وفرنسا، يوم الخميس الماضي، على اتفاقية تسريع التعاون الصناعي في عدة قطاعات مثل السيارات والطيران والنقل السككي، في سياق تطوير أوجه التعاون بين البلدين.
ويأتي توقيع هذه الاتفاقية في لقاء جمع بين وزير الصناعة المغربي، أنس مزور، ووزير التجارة الخارجية الفرنسي، فرانك ريستر، الذي قام بزيارة رسمية المغرب في سياق يختم فيه البلدان تقاربهما الثنائي الأخير، بعد فتور دبلوماسي في السنوات الأخيرة.
وفي سياق متصل، قال مزور في تصريح للصحافة على هامش اللقاء، إن “فرنسا هي الشريك التجاري الثاني للمغرب ولدينا شراكة تجارية متوازنة، ومنذ 2017 هناك فائض لصالح المغرب في مجال التبادل التجاري، حيث أن الأخير يصدر المزيد إلى فرنسا.
وأوضح مزور أنه في هذا اللقاء تم تعميق المحادثات، من أجل تسهيل العمليات التجارية لرجال الأعمال من كلا البلدين، وتسهيل وصول منتجات البلدين إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية والعالمية في عالم يدخل الحمائية بعد العولمة.
كما يندرج اللقاء في إطار تبادل الخبرات لإيجاد حلول لعدد من الاشكالات المتعلقة بالشراكة بين البلدين، وفق تصريحات وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريست، مضيفا أنها ’’لحظة خاصة لإعادة إطلاق وإعادة تشكيل شراكتنا مع المغرب، حيث سيتم تنفيذ العديد من المشاريع بشكل مشترك في الصناعة والطاقات المتجددة لمواجهة التحديات المتعلقة بإزالة الكربون من اقتصاداتنا وانتقال الطاقة والقطاع الرقمي”.
تعليقات( 0 )