في أجواء يغمرها روح التعدد الثقافي والتضامن الإفريقي والانفتاح على الآخر، تتواصل فعاليات النسخة الـ24 من “الأسبوع الإفريقي” بمقر اليونسكو، وسط حضور وازن من ممثلي الدول الإفريقية وشخصيات دبلوماسية وثقافية بارزة، ناهيك عن مشاركين مغاربة عرضوا عناصر من التراث المغربي الأصيل، من القفطان المغربي الفخم، إلى الجلابة المخزنية بالنقاب، إضافة إلى أطباق مغربية تقليدية نالت إعجاب الزوار.
وأعرب سمير الدهر، السفير الممثل الدائم للمملكة لدى اليونسكو، في مداخلته، عن افتخاره بمواصلة التزامه وقيادة لجنة تنسيق المؤتمر، بصفته رئيسا للنسخة الـ 24 من الأسبوع الإفريقي، مبرزا أن برنامج هذه السنة، يشمل ثلاث جلسات رئيسية، إذ تتناول الأولى موضوع “دور التضامن في دعم استعادة التراث الإفريقي وإحيائه عبر الثقافة”.
أما الجلسة الثانية، فتبحث في أهمية التعليم كوسيلة لإعادة هذا التراث إلى مكانته المستحقة، فيما تتناول الجلسة الثالثة الدبلوماسية العلمية كأداة لتعزيز التضامن الدولي من أجل استرجاع التراث الإفريقي والحفاظ عليه.
وأبرز الدهر أن هذه المواضيع، التي وصفها بـ”الآنية والهامة”، تعكس الطموح المشترك في تحقيق العدالة التاريخية وبناء مستقبل مشترك يقوم على الاعتراف المتبادل، والاحترام، والتعاون الحقيقي.
وأشار إلى أن المسألة لا تقتصر فقط على استعادة القطع الأثرية والمادية، مهما كانت ثمينة، بل تتعداها إلى رؤية شاملة توظف التعليم، والبحث العلمي، والديبلوماسية الثقافية، والتعاون الدولي، في سبيل ترسيخ الذاكرة الجماعية، وتعزيز قدرات المجتمعات الإفريقية، وبناء أساس مشترك للكرامة والمعرفة والتفاهم المتبادل.
ومن جانبها، أوضحت شانا كوريا، ملكة جمال “FASCA” لسنة 2025، في تصريح قدمته لموقع سفيركم الإلكتروني، أنها سعيدة بمشاركتها في الأسبوع الإفريقي الذي تنظمه اليونسكو، واعتبرت هذه المشاركة فرصة ثمينة لتمثيل بلدها والجمعية التي تنتمي إليها “FASCA”، وهي اتحاد جمعيات قطاع كالكيس في أوروبا.
وتابعت قائلة: “أنا أكتشف حاليا العديد من الثقافات. ورغم أنني أعرف بعض الدول، إلا أنني لم أكن أعرف ثقافاتها. وهنا أستطيع فعلا التفاعل معها بشكل مباشر”.
وأشارت كوريا إلى أنها حضرت عدة مؤتمرات ألقاها مجموعة من السفراء، وركزت بشكل خاص على المواضيع المتعلقة بالفن، والثقافة، وكيفية استعادة الأعمال الفنية التي نُهبت خلال فترة الاستعمار، وقالت: “وجدت ذلك مثيرا جدا للاهتمام”.
ووجهت كوريا دعوتها إلى المهتمين بالمشاركة في فعاليات اليونسكو، قائلة: “إذا أردتم المشاركة، لا تترددوا في التواصل مع اليونسكو أو حتى متابعة أنشطتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
وبدورها، أشادت أمينة خليفة المناية، وهي مشاركة مغربية، بتضامن الدول المشاركة في هذه النسخة، منوهة بالتعايش والتضامن الإفريقي الذي يجمع بين جل الدول الإفريقية، مضيفة أن ذلك يبقى هو المبتغى في النهاية.
وأبدت مشاركة مغربية أخرى فرحتها العارمة بأجواء هذه التظاهرة الثقافية، وبتمثيل التراث المغربي، من خلال الأكل المغربي وعرض أنواع مختلفة من القفطان المغربي الذي يميز عددا من مناطق المملكة، مشيرة إلى أن مشاركتها طبعها اليسر والسعادة.
فيما تعرض شامة تساكورت، وهي مشاركة مغربية، الجلابة المغربية المخزنية بالنقاب، مفتخرة بتقديم هذا اللباس التقليدي الذي كانت ترتديه الأمهات والجدات، مضيفة أنه نال إعجاب الزوار، كما وجهت رسالتها للمنقبات المغربيات بارتداء الجلابة المخزنية المغربية ونقابها، التي تتميز بكونها لباسا ينم عن الوقار والحشمة، داعية المغربيات إلى التشبث بهوية بلدهن.