أكدت “مجموعة الأزمات الدولية”، وهي مركز تفكير دولي متخصص في أبحاث الحرب والسلم، أن انتخاب ترامب لإدارة ثانية يشكل مصدر قلق عميق للجزائر.
وحسب المركز، تتحوف الجزائر من تأثير عودة الرئيس الأمريكي على قضية الصحراء المغربية، بسبب سياساته التي أظهرت دعما واضحا لموقف المغرب في النزاع حول الصحراء.
وكشف تقرير نشرته المجموعة بعنوان “المغرب والجزائر: تزايد في التوترات وخطر تصعيد محتمل”، أن إعادة انتخاب ترامب في نونبر 2024، خلف ردود فعل مختلفة لدى المغرب والجزائر، ففي الوقت الذي استبشر فيه المغرب بفوزه، عبرت كل من الجزائر والبوليساريو عن قلقهما العميق من ذلك.
وأوضح نفس المصدر أن المسؤولين الجزائريين لم ينسوا القرار الذي اتخذه ترامب في دجنبر 2020، والذي اعترف فيه رسميا بسيادة المغرب على صحرائه، مقابل تطبيع العلاقات المغربية مع إسرائيل.
واعتبر التحليل هذا الاعتراف تحولا استراتيجيا في مسار النزاع الإقليمي، ما زاد من تعميق عزلة الجزائر التي تُعد أبرز داعم لجبهة البوليساريو.
و”منذ إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة، بدأت بوادر القلق تظهر في تصريحات المسؤولين الجزائريين، ففي نونبر الماضي، حذر وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة من أن الجزائر تستعد للحرب، بينما أطلقت البوليساريو صواريخ على منطقة المحبس في الصحراء المغربية، كادت تصيب تجمعا للمدنيين”، يقول التقرير.
وذكر المصدر ذاته أن توجس الجزائر من الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دفع الرئيس عبد المجيد تبون، إلى تعيين، سعيد شنقريحة، وزيرا مفوضا للدفاع، في الـ18 نونبر، في رغبة جزائرية لتعزيز قدراتها الدفاعية تحسبا لأي تطورات غير متوقعة.
ولا تقتصر مخاوف الجزائر على الجانب السياسي فقط؛ حسب التقرير، بل تشمل أيضا الجوانب الأمنية، حيث ترى في التعاون العسكري المتزايد بين المغرب وإسرائيل تهديدا مباشرا لأمنها القومي، خاصة مع تقارير عن تطوير مشاريع عسكرية مشتركة بين البلدين.