أفاد موقع “العربية” أن بحثا علميا حديثا توصل إلى أن المستويات المرتفعة من “الكوليسترول الجيد” (HDL) في الدم قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالغلوكوما، وهي حالة تؤدي إلى فقدان البصر ولا يمكن الشفاء منها.
وحسب المصدر نفسه، فقد نشرت نتائج الدراسة في الدورية البريطانية Ophthalmology، مما يدعو إلى إعادة التفكير في الفكرة السائدة التي تربط الكوليسترول الجيد بتحسين الصحة بشكل عام.
وتُعد النصائح المتعلقة بزيادة مستويات الكوليسترول الجيد لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب من الأمور الشائعة منذ عقود.
وكانت مستويات HDL-C تعتبر “الكوليسترول الجيد” بفضل ارتباطها بتقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن هذه الفكرة قد تحتاج إلى إعادة تقييم، لا سيما بعد نتائج دراسة جامعة صن يات صن في الصين التي أظهرت أن الكوليسترول الجيد قد لا يكون مفيدًا للعيون.
الغلوكوما، التي تسبب تلف العصب البصري وتؤدي إلى فقدان البصر، هي السبب الرئيسي للعمى غير القابل للإصلاح. وعلى الرغم من عدم وجود علاج للغلوكوما، يمكن التحكم في الحالة باستخدام قطرات العين أو العلاج بالليزر أو الجراحة. وبالنسبة للغلوكوما، تزيد المخاطر لدى الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط العين، أو مرض السكري، أو قصر النظر، أو طول النظر، أو الذين يتجاوزون 50 عامًا.
تحليل البيانات من أكثر من 400 ألف مشارك في الدراسة أظهر أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من HDL-C كان لديهم خطر أكبر للإصابة بالغلوكوما. مقابل كل زيادة معتدلة في مستويات HDL-C، ارتفع خطر الإصابة بالمرض بنسبة 5٪. ومن الجدير بالذكر أن هذا الارتباط كان موجودًا بشكل خاص بين المشاركين الذكور، بينما ارتبطت مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL) والكوليسترول الكلي (TC) بانخفاض المخاطر لدى الإناث.
في الختام، أشارت الدراسة إلى ضرورة إعادة النظر في توصيات الصحة العامة بشأن الكوليسترول الجيد، حيث تبين أن المستويات المرتفعة من HDL-C قد لا تكون دائمًا مؤشرًا على صحة جيدة. يحتاج المجتمع الطبي إلى مزيد من الدراسات لفهم العلاقة الدقيقة بين الكوليسترول وصحة العين، مع أخذ الاختلافات الجندرية والوراثية في الحسبان.