زعمت صحيفة “لا راثون” الإسبانية أن عددا من الأطباق المغربية الشهيرة ذات الأصول الأندلسية تُعتبر “أطباقا إسبانية”.
وفي مقال لها بمناسبة دخول شهر رمضان، ادعت الصحيفة أن عددا من الأكلات التي يستهلكها المغاربة في شهر رمضان “ربما لا يعرفون أنه أصلها إسباني”، وفق تعبير صاحب المقال.
ومن بين هذه الأطباق، حسب المصدر، تبرز الحريرة، الحساء المغربي التقليدي الغني بالعدس والحمص والطماطم، والذي يُعد من أهم مكونات مائدة الإفطار الرمضاني.
ورغم أن هذا الطبق نشأ في الأندلس، إلا أن المغاربة الأندلسيين الذين أجبروا على مغادرة وطنهم، هم من حافظوا على هذه الوصفة وطوروها داخل المغرب، وهو الأمر الذي تجاهلته الصحيفة الإسبانية معتبرة “الحريرة أكلة إسبانية الأصل”.
الأمر ذاته أسقطته الصحيفة الإسبانية على “البسطيلة”، الأكلة المغربية الشهيرة التي تجمع بين الدجاج أو المأكولات البحرية مع اللوز والتوابل، والتي تُرش بالسكر والقرفة، حيث تعكس هذه الوصفة مزيج النكهات الحلوة والمالحة الذي تميز به المطبخ الأندلسي.
وبعد تهجير الأندلسيين، استمرت هذه الأكلة كإرث مغربي خالص، بعيدا عن أي علاقة بالمطبخ الإسباني الحديث.
أما المسمن، الفطيرة المغربية الشهيرة، فهي مثال آخر على وصفة حافظ عليها المغاربة عبر الأجيال، وهي ترتبط بفطائر مماثلة كانت تُعد في الأندلس، دون أن يكون لإسبانيا أي دور في استمراريتها أو شهرتها، إلا أن المقال كان له رأي آخر حيث أرجع أصلها لـ”إسبانيا”.
وتجاهل المقال الإسباني حقائق تاريخية راسخة، حيث إن المملكة الإسبانية القديمة (مملكة قشتالة وليون) بُنيت على أنقاض الدولة الأندلسية، التي طُرد غالبية شعبها في نهاية المطاف إلى المغرب.
وبالتالي، تدل الحقائق التاريخية على أن هذه الأطباق ليست إسبانية، بل هي جزء أصيل من التراث المغربي الذي حافظ عليه الأندلسيون الذين استقروا في المغرب بعد نفيهم.
ويأتي هذا الادعاء في وقت يُواجه فيه المغرب محاولات “غزو ثقافي” من الجار الجزائري، حيث تحاول بعض الأوساط الجزائرية نسب عدد من عناصر التراث المغربي إليها، سواء في مجال الأزياء التقليدية أو الأكلات أو حتى العادات الاجتماعية.